مع الأبواب الموصدة!!
يحيى محمد العلفي

عادت من جديد وبشكل مقزز ومريب مسألة التزلف والنفاق التي يقوم بها مدراء مكاتب كبار مسؤولي الدولة والحكومة وكذا عساكرهم ومرافقوهم والواقفون على بوابات مكاتبهم المتعددة إلى الحد الذي لم نشهد له مثيلا من قبل – على مدى الخمسة عقود الماضية من عمر الثورة اليمنية المجيدة وبما يجعل من هذه الظاهرة مثار جدل وتذمر بين أوساط المجتمع الذين يفترض أن تكون أبواب مكاتب الوزراء والمسؤولين مفتوحة أمامهم وميسرة المعاملات التي ينشدونها وقريبة التناول والمنال حتى لا تضيق الشقة بما رحبت ويصبح (الباطل أمضى من الحق).
وسنتناول بعض النماذج من هذا القبيل والتي أصبحت أكثر من عادة سيئة وسمعة تسيء إلى الدولة وأركانها وذلك على وجه الخصوص أحد الوزراء أن المعروف عنه كل الطيبة والتواضع وعدم حب كل هذا الذي يجري خارج مكتبه من غوغائية المدراء والسكرتيرين وفتوات الأبواب متنوعة الألبسة والأقنعة حتى يظن المرء أنه على باب مكتب رئيس الدولة . والدلائل واضحة من كلام أحد مسؤولي الوزارة حينما قال: هذه احتياطات أمنية .. لماذا الاحتياطات مادام الوزير يعمل لخدمة الشعب ويسهر ويتعب ويرهق من أجله¿
إنها والله لظاهرة غريبة ولا نعتقد أن هذا الوزير راض عنها وموافق على إجراءاتها .. إلا أن هؤلاء الشواترة هم من يوهمون معاليه بلزومية وضرورة ما يقومون بفعله وكما جرت العادة في هذه البلاد في العقود الثلاثة الفائتة.
ولأن ظاهرة الأبواب الموصدة المتعددة الأغراض من الوسائل والسبل فلا نعتقد أنها الحل الأمثل والملائم لمجمل التراكمات والتبعات التي ورثناها منذ عهود بعيدة بقدر ما هو الانفتاح والوعي المدرك لقضايا وهموم الوطن وأبنائه بروح وطنية عالية وبمسؤولية وإخلاص .. لا أن نسلم ونستسلم لقدر (إرضاء الناس غاية لا تدرك) .. وبقدر ما نحس بأنفسنا وما فيها من الطموح والتمني والتوق إلى الأفضل والأجمل على المستوى الفردي والجمعي .. ناهيك أننا في هذه المناصب القيادية العليا مسؤولون عن وطن وعن شعب تعداده يتجاوز الـ52 مليون نسمة .. أما أنا وأقسم بالله أنه ليس بيني وبين أي مسؤول وزير كان أو مدير ما يستوجب طرح مثل هذه التناولة الصريحة وليست لي أية غاية أو طلب شخصي .. اللهم ما أغاضني سوء المشهد وحرصا مني على سلامة العلاقة بين المواطن والمسؤول في مختلف الوزارات والمرافق الخدماتية الأساسية المرتبطة أعمالها مباشرة بالمواطنين.
