العودة إلى المدارس.. الهم اكتمل
تحقيق/ نجلاء علي الشيباني

> اقتصاديون الأسرة المستقرة تستطيع المواءمة بين احتياجاتها الأساسية والظروف الطارئة
> متطلبات الدراسة عبء ثقيل أجبر البعض على عدم إلحاق كل أبنائهم بالمدارس
> علم الاجتماع يجب مصارحة الأبناء بحالة أسرهم المادية وعدم تزييف الحقائق عليهم
دخل أحمد خرج أحمد لا غير الله حال أحمد .. هذا هو حال المواطن اليمني منذ قدوم شهر رمضان المبارك وحتى انتهاء عيد الفطر فما يلبث أن يستعد لشراء حاجيات رمضان حتى يفاجأ بمتطلبات عيد الفطر ليعود من جديد ليواجه صدمة جديدة هي أكبر وأثقل من سابقاتها ممثلة بعودة الطلاب إلى المدارس وتحمل تبعات هذه الفترة من قبل أرباب الأسر كل حسب عدد أولاده والمدارس الملتحقين بها وأعينهم متوجهة صوب قدوم عيد الأضحى المبارك ليجد المواطن نفسه في دوامة تعصف به ليخرج بهدها محمل بعبء رد المبالغ المالية التي اقترضها للبقاء صامدا في وجه هذا الطوفان من المتطلبات المختلفة التي لا ترحم الغني قبل الفقير..
* ماذا كنت سأفعل لو كان لدي خمسة أولاد هذا ما قاله عبدالرحمن الجابري أحد موظفي القطاع الخاص معبرا عن حالة المعاناة التي يعيشها أرباب الأسر مع قدوم فترة الدراسة لهذا العام بالرغم من مرتبه البالغ 550 دولارا -أي ما يعادل 120 ألف ريال يمني.. عبدالرحمن والد لطفلين الأولى مها تدرس في المستوى الثالث ابتدائي في إحدى المدارس الخاصة ويبلغ رسوم دراستها في هذا العام الجديد مائة وأربعون ألفا دون الزي المدرسي الذي يتم شراؤه من المدرسة نفسها بخمسة آلاف ريال بالإضافة إلى رسوم الباص البالغ ثلاثون ألف ريال خلال السنة والدفاتر والأقلام والحقيبة المدرسية وغيرها من متطلبات الرسم والرحلات والقائمة مستمرة وفي هذا العام أصبح جميل أصغر أولاده في سن الخامسة ولذا قام بإدخاله في نفس المدرسة مع أخته الكبرى ليدرس في المرحلة التمهيدية قبل التحاقه بالصف الأول العام القادم ويبدو أن رسوم التمهيدي في المدارس الخاصة لا تفرق كثيرا عن الصفوف الأساسية فالرسوم المقدرة هي مائة وعشرون ألف ريال ليجد عبد الرحمن نفسه مجبرا على تقسيط هذه المبالغ للمدرسة طيلة فترة العام الدراسي وفي حالة تأخره عن سداد القسط يمنع أطفاله من دخول المدرسة ثمانون ألف ريال هي ما يقدمها عبدالرحمن لأولاده الصغار شهريا ليستطيعوا إتمام دراستهم دون أن تمنعهم المدرسة من إتمام تعليمهم هذا ما يقدمه للمدرسة كرسوم دراسية ورسوم الباص أما الدفاتر والمتطلبات الأخرى فلها حكاية أخرى مع العلم أن عبدالرحمن مستأجر بـ25 ألف ريال مما يعني أن ما تبقى من رابته الشهري مبلغ 15 ألف ريال يعتمد عليه لشراء المواد الغذائية للمنزل بالإضافة إلى ما يحصل عليه من حوافز مالية من عمله الإضافي الذي يصل بالعادة إلى ثلاثين ألف ريال لذا فهو مستغرب من بعض الأسر التي يكثر فيها عدد الأولاد وعن كيفية تدبير أمورهم.
* التعليم ليس للجميع
مع صعوبة الحياة وقسوتها والأسعار التي لا ترحم أحدا يبدو أن هذه المقولة ستتوسع أكثر فأكثر مقبل الجرموزي سائق تاكسي لإحدى أصدقائه يقدم له 2000 ريال يوميا عدى يوم الجمعة الذي يحصل فيه على ألف ريال يقول من الصعب أن الحق أولادي هذه السنة بالمدرسة حتى وإن كانت مدارس حكومية فأنا مستأجر لبيت صغير بـ25 ألف ريال بدون الماء والكهرباء ولدي ستة أولاد أصغرهم يوسف يدرس في الصف الثاني وأكبرهم ياسر يدرس في الصف الثالث الثانوي حاولت في العام السابق أن ألحقهم جميعا بالمدارس لكني فشلت في ذلك لذا قررت أن أوقف سعاد وخديجة عن التعليم هذا العام لعدم قدرتي على تحمل مصاريف دراستهن مع أخواتهم الذكور فمتطلبا الدراسة متعبة وثقيلة ولا أستطيع تحملها صحيح أن التسجيل في المدارس الحكومية رخيص ويتراوح بالعادة بين 300 – 550 ريالا إلى أسعار الدفاتر والأقلام والزي المدرسي والغلافات التي يطلبها بعض المعلمين والحقيبة المدرسية ورسوم الاختبارات وغيرها من المتطلبات الكثيرة التي لا أقدر على تحملها وقد جربت في الأعوام السابقة لذا أخذت القرار بإبقاء الفتاتين بالمنزل فهن في الأول والأخير فتيات ويكفي أنهن تعلمن القراءة والكتابة وما هي إلا سنوات قليلة حتى يتزوجن ويذهبن من المنزل أما الأولاد فمن الضروري أن يستمروا في التعليم فأمامهم مسؤوليات كبيرة عندما يكبرون.
رحمة الدربعي تعمل مدرسة لمادة التربية الإسلامية في إحدى المدارس الحكومية بأمانة العاصمة وزوجها يعمل على دراجة نارية.
رحمة أم لفتاتين الأولى تدعى غيداء تدرس في الصف السابع والأخرى غدير تدرس في الصف الرابع وتعيش في بيت إيجار بـ25 ألف ريال شهريا تتحدث عن الحالة الصعبة التي تمر بها كل عام خاصة عند بداية العام الدراسي برغم من أن أولادها يدرسون في نفس المدرسة التي تدرس فيها إلا أنها تشتكي من غلاء متطلبات المدارس كالزي المدرسي والحجابات والأحذية بالإضافة إلى الشن
