حكاية »الجمرة« عبر الزمان والمكان

كتب/ محمد القعود

بأسلوب رشيق وشيق ومضمون مفيد يضيء الأستاذ الباحث والإعلامي المعروف/علي صالح الجمرة في كتابه الصادر مؤخرا بصنعاء تحت عنوان «حكاياتي عبر الزمان والمكان».. الكثير من الوقائع والأحداث التي مرت بها اليمن ومر بها وعاشها وشاهدها المؤلف خلال أربعة عقود من الزمن منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى مطلع التسعينيات منه.
وفي هذا الكتاب الذي جاء في 317 صفحة – من الحجم المتوسط واشتمل على العديد من الصور والخرائط والوثائق يسرد المؤلف الكثير من الأحداث والمواقف والوقائع الذاتية والعامة التي عاشها وتنقل عبر محطاتها المتعددة والحافلة بالكثير من الأحداث والمشاهد والتي كان لها انعكاسها وتأثيرها وحضورها في ذاكرة المؤلف وذاكرة الوطن.
والكتاب الذي يصنف ضمن كتب المذكرات والسيرة الذاتية يسلط الضوء على مشوار حياة المؤلف المتعددة ويقدم جوانب متعددة وإضاءات مختلفة حول مراحل هامة من تاريخ اليمن المعاصر وخاصة منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى السنوات الأولى من عقد تسعينيات القرن الماضي وذلك من خلال معايشة المؤلف ومشاهدته ومشاركته في تلك الأحداث والوقائع وقربه من العديد من الشخصيات الهامة والتي كان لها حضورها وتأثيرها ودورها في مشاهد ووقائع تلك المراحل ورسم ملامحها.
في هذا الكتاب الهام والممتع والمفيد يقدم الأستاذ القدير علي صالح الجمرة الكثير من الحقائق والمعلومات والحقائق والمحطات الذاتية والعامة بأسلوب ممتع وشيق في قالب حكايات متتابعة تحمل في طياتها معلومات وتفاصيل جمة ومنها تلك المحطات البارزة في رحلة حياة المؤلف منذ مغادرته قريته إلى صنعاء والقاهرة لطلب العلم وحتى التحاقه بالعمل الحكومي وإسهاماته في المجال الإعلامي وتلك الشخصيات الهامة التي أقترب منها والمواقف التي جمعته بهم.
كما يسلط المؤلف الضوء على واقع الإعلام اليمني وبداية البث التلفزيوني في اليمن وتأسيس المؤسسات الإعلامية ومراحلها المختلفة وكذلك يسلط الضوء على العديد من القرارات والقوانين والتشريعات الصادرة عن مجلس الشعب التأسيسي خلال الفترة مارس 1978م وحتى أغسطس 1988م حيث كان المؤلف أحد أعضاء المجلس.
مشاهدات
– في مقدمة الكتاب يقول المؤلف: أشعر في كل لحظة مدى جهلي وقلة حيلتي وغموض الحياة من حولي أقول ما سبق لأنبه إلى أن ما ورد في هذه المذكرات ما هو إلا تدوين لمشاهدتي لبعض الأحول والأقوال ومساهماتي الخجولة في الحياة الثقافية والإعلامية والسياسية ليمن الأمس القريب.
وقال عن أسلوبه في تديون الكتاب: لقد اتبعت في تدويني لهذه السيرة الذاتية منهج التدرج الزمني الذي يبتدئ من تاريخ ولادتي وحتى التسعينيات من القرن الماضي متذكرا أبرز أحداث الطفولة التي لم تنسها الذاكرة لما لها من صدى عن قريتي ومديريتي وان كانت تلك الأحداث بسيطة وعادية بمقياس اليوم فدخول الراديو والمسجلة والطاحون والساعة الدقاقة إلى القرية في بداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي تعتبر شيئا غير عادي.
إن تعامل المجتمع مع هذه الوسائل في بداية ظهورها يستحق الذكر والتدوين لطرافة تلك المعاملة كما أن فترة الدراسة والتحصيل العلمي سواء في اليمن أو في مصر خلال عقد الستينيات وما عشته وشاهدته من أحداث تلك السنين يجعلني ملتزما أخلاقيا بتدوينه وتقديمه إلى القارئ الكريم «في الباب الأول».
أحداث وأشخاص
• ويضيف: أما مرحلة مشاركتي في عملية التنمية الاجتماعية لمجتمعنا فقد أخذت حيزا لا بأس به في الباب الثاني ولا شك أن ما دونته عن تلك الفترة قد ارتبط بأحداث كثيرة حدثت في بلادنا شملت جزءا من فترة حكم مجلس الرئاسة برئاسة القاضي عبدالرحمن الارياني وفترة حركة 13 يونيو ممثلة بعهد الرئيس ابراهيم الحمدي والرئيس أحمد الغشمي وجزءا من عهد الرئيس علي عبدالله صالح.
كما خصصت الباب الثاني لأحداث وأشخاص أحداث لها علاقة ما بعملي باعتباري مسؤولا قياديا في الاعلام اليمني وعضوا فاعلا في مجلس الشعب التأسيسي وأشخاص لهم من الود والاحترام ما يوجب ذكرهم حتى وان ظهرت حكايتي معهم مطبوعة بطابع الطرافة «النكتة» كما أن هدف تناولي لبعض الشخصيات يتلخص في إبراز الوجه الآخر الحسن لتلك الشخصية التي لم يعرف الناس عنها ذلك الوجه.
أما الباب الرابع والذي عنونته مسافات
فقد خصصته لتناول بعض المواقف أثناء زيارتي لعدد من الدول العربية وغير العربية وان كنت قد تناولت بعضا منها في الباب الثاني الفصل الثالث عند حديثي عن مشاركتي في اجتماعات اتحاد البرلمانات العربية والدولية وذلك لما اعتقد أن ذكر تلك المواقف له أهمية معرفية وثقافية فضلا عما تحققه من مكاسب اقتصادية أو إعلامية كما عززت بعض القضايا والأحداث بصورة فوتوغرافية أضيفت إلى كل باب بما يناسبه.

توقف وتأمل
• وعن سبب توقفه عن إيراد سيرته عند مطلع التسعينيات يقول الجمرة: وأعتذر للقراء الكرام عن اجتزاء هذه السير

قد يعجبك ايضا