هدد سبأ والشاعر الشرفي

عارف الدوش

صدر مؤخرا أول ديوان شعري للشاعر حمود ناصر الشرفي أهداه الى أرواح شهداء ثورة الربيع اليمني والى أبطال اللواء25ميكا وقائدهم الصوملي الذين ابلوا بلاء حسنا في أبين ودحروا خفافيش الظلام المعتقين بالأفكار الظلامية.
والديوان يحمل بين دفتيه من خلال 178صفحة قصائد كتبها الشاعر من واقع المعاناة يمجد فيها الشباب الثائرون الذين سقطوا شهداء من أجل التغيير وينتقد ممارسات بعض الثوريين الأدعياء وأولئك الذين أعمتهم شهوة السلطة فمارسوا القتل بدم بارد كما ينتقد الذين قفزوا من مركب السلطة ليحتموا بالثورة.
وافرد الشاعر حمود ناصر الشرفي نصوص في الديوان للمبعوث الدولي جمال بن عمر وللحائزة على نوبل للسلام توكل كرمان واللواء علي محسن وكذلك سوق علي محسن والعائدون من تورا بورا وعن مأسي صعدة وحروبها وعن تصفير العداد و التوريث وشفط وهبر النفط وعن ساحة التغيير وساحة التحرير.
ويقع الديوان في 178 صفحة ومن قصائده ” الدعاء الوطني – تصفير العداد – عسيب الفندم – سوق علي محسن – إمام العصر – العائدون من تورا بورا – الحصبة – ساحة التغيير – ميدان التحرير – توكل وثورة – جمعتان في الأسبوع اغتصبوا ثورة الشباب – معذرة ساحة التغيير – علي محسن -– إذا جاء بن عمر – عودة الهدهد إلى مملكة سبأ – باقي نفر للسايلة – بن عمر- أين طلي”
ويتحدث الشاعر حمود الشرفي في مقدمة الديوان عن لقائه بالشاعر يحيى شرف المؤيد يرحمه الله الذي ظل شعره غير منشور برغم ما يتفرد به من غزارة المفردات باللهجة الشهارية والتي اظهر جمالها وأكسبه تواصله مع الشاعر الكبير الأستاذ عبد الرحمن جحاف نكهته ولون ” الخفنجي والقارة” مع تميز تجربته الشعرية ” والذي أتمناه أن تجمع قصائده وتنشر في ديوان قبل أن تضيع”.
ويضيف الشاعر حمود الشرفي “التقيت به رحمه الله وأسمعته نموذجا من شعري فا ندهش كثيرا وقال بتلقائيته ولطفه المعهود واللهجة الشهارية المميزه “ما شان كذيه يا ذاك أين كنتا من زمان”ويعني بذلك لماذا لم أكتب الشعر إلا في هذه المرحلة المتأخرة من العمر.
ويضيف الشاعر حمود الشرفي في مقدمة الديوان “والذي لا يعرفه الكثيرون من الأصدقاء والزملاء أن بي ” مس من الشعر” منذ الشباب وكان لي محاولات شعرية سابقة في الثمانينيات من القرن الماضي منها .
ويذكر الشاعر انه قرأ كثيرا لشعراء الحداثة و تأثر بأسلوبهم مثل بدر شاكر السياب محمود درويش, نزار قباني إضافة إلى الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني, وغيرهم. إلا أن تمرد الشاعر الرائع احمد مطر خاصة وان المنفى قد وفر له حرية الجرأة كونه بعيدا عن دكتاتورية الأنظمة العربية التي وضعت خطوط حمراء على كل إبداع إلا التسبيح بفخامتهم وجلالتهم وقد تحالفت تلك الأنظمة مع القوى الدينية التي منحتهم الشرعية للظلم والتسلط بالفتاوى التي أوصدت العقل العربي ” بقفل غثيمي” ” رب كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا” وبذلك التحالف أجهض أي مشروع نزع ذلك” القفل” عن العقل العربي .
ويضيف الشاعر الشرفي ” ولأن الشعوب العربية حية ولا تموت فقد ثارت لحريتها وكرامتها ومستقبلها بعد عقود طويلة من الاضطهاد, والجهل والفقر “وكان الربيع العربي” الذي صنعه شباب هذه الأمة العظيمة, لونوا أزهاره بدمائهم في كل من تونس, ومصــــر ,وليبيا , واليمن, وقد أدهشوا العالم بل غيروه , والمنطقة العربية خاصة وبعد تأثرنا جميعا بما قام به هؤلاء الشباب في وطننا الحبيب ” اليمن السعيد” كان ” عودة الهدهد ” الى مملكة سبأ.
ويذكر الشاعر حمود الشرفي أن الهدهد رصد مشاهداته لأحوال اليمن السياسية و الاقتصادية والدينية حين قدومه الأول أثناء حكم الملكـة بلقيــس عاد إلى اليمن ” المش سعيد ” وكتب مشاهدا ته بكل حيادية, وأمانة منطلقا من ولائه الوحيد لله ثم اليمـن بعيدا عن الو لاءات الضيقة الحزبية, والمذهبية, والمناطقية والسلالية…..إلخ وهدهد الشاعر حمود الشرفي يعاني من الحيادية “ماخليت لك صاحب” ولأن تعدد الولاء يطغى عن الانتماء للوطن فأن الهدهد يعاني كثيرا حتى من أقرب الناس إليه لما يجدوه في شعـــره مخالفا لآرائهم , أو انتمائهم.
وفي الختام يقرر الشاعر حمود ناصر الشرفي ” أن أغلب الفئة الصامتة ورجل الشارع البسيط بحسب الشاعر الشرفي يؤكدون أن ما كتبه الهدهـد هو نبض الشارع وهو لا يتقاضى مرتبا من السعودية أو من إيـران”
بن عمر
من قصائد الديوان
حين اكتمال البدر
ليلة الخامس عشر
استندوا إلى دليل
وجدوه في الأثر
أنه يحمل من الخليفة الثاني
حروف اسمه
وعدله
والظفر
فبايعوه خليفة لهم
المنتصر بالله
جمال بن عمر
خولان الطيال فزت
وذاعت الخبر
في بني ضبيان
قد كان من جده أثر
مترسه مكتوب فيه اسمه

قد يعجبك ايضا