عندما تبكي ذمار

أحمد غراب

 -  ما أقسى أن يبكي الحال في مدينة طالما رسمت البسمة على قلوبنا قبل شفاهنا واستقبلتنا بعبارة  إبتسم أنت في ذمار فكيف نبتسم وهذا حال ذمار ¿
لن استغرب ولن اندهش اذا سمعت أن شاعرنا الكبير عبدالله البردوني خرج من قبره وقال في هج
أحمد غراب –
ما أقسى أن يبكي الحال في مدينة طالما رسمت البسمة على قلوبنا قبل شفاهنا واستقبلتنا بعبارة إبتسم أنت في ذمار فكيف نبتسم وهذا حال ذمار ¿
لن استغرب ولن اندهش اذا سمعت أن شاعرنا الكبير عبدالله البردوني خرج من قبره وقال في هجاء الصامتين عن معاناة ذمار مالم يقله جرير في هجاء الفرزدق .
خلال العامين الاخيرين نسي الجميع وجود محافظة اسمها ذمار واكتفى المسؤولون بالبحث عن أحدث النكت الذمارية لكي يرسموا ابتسامات واسعة على وجوههم ساعة البحشامة.
في حين كانت السلطة المحلية والأحزاب أشبه بذلك الحجر الأسود الذي وضعته الحكومة في عهود سابقة لإفتتاح مشروع في ذمار ومضت الأعوام حينها ولم يتم افتتاح المشروع فأخذ اهالي ذمار الحجر الاسود وأعادوه للحكومة وقالوا لمسؤوليها كثر الله خيركم نسيتم الحجر حقكم.
ذمار سقطت سهوا من كشف الخدمات وأصبحت مدينة خارج نطاق الخدمات والأهالي صبروا صبر الحجر في مدرب السيل واعظم ولكن المعاناة ازدادت لا أقول مع القصور الشديد في خدمات الماء والكهرباء ونقل مولد الكهرباء الذي كان في ذمار إلى محافظة أخرى فحسب بل في حالة الفلتان الأمني التي شهدتها المحافظة بشكل لم يسبق له مثيل إذ أنها تحولت إلى مرتع للقبائل المسلحة من كل مكان وسوق بلا راعي وسمعنا عن قضايا ثأر وحروب على أراضي ودماء نزفت يشيب من هولها ريش الغربان.
فتسمع عن سقوط أربعة أطفال في قضية ثأر وعن جماعات مسلحة لا أقول قبائل متنازعة فقط ومحاولات ادخال هذه المدينة الآمنة في حالة من اللا أمان واللا استقرار في ظل حالة التكاسل والتواكل واللامبالاة التي أصابت السلطة المحلية وأعمت الأحزاب عن دورها الرئيسي في تلمس احتياجات الناس وحفظ الأمن وتطوير الخدمات واجتثاث الفساد بجميع أشكاله .
ومع ذلك الصمت المريب ازداد الحال سوءا وتكدست القمامات في شوارع ذمار حتى كادت تتحول إلى مقلب كبير للقمامة فصرخ الناس ولطالما صرخوا ولم يسمعهم احد فاستيقظت الجهات المسؤولة من غفوتها واستعانت بالصومال الشقيق لتنظيف الشوارع حتى لاترضخ لطلب عمال النظافة وذلك بحد ذاته كسل يعني بدلا من معالجة المشاكل من الأساس نلجأ إلى الحلول المؤقتة فما تلبث أن تعود وتتراكم من جديد.
هي دعوة نوجهها للجميع وصفارة انذار للإهتمام بالجانب الخدمي في ذمار بجميع جوانبه وايقاف التدهور المستمر في الخدمات بشكل عام .
وفي الختام لانقول تلك العبارة التي سمعناها النكتة الذمارية المشهورة :” المسؤول نائم لعن الله من ايقظه ”
ولكن نقول ” الحكومة نائمة والسلطة المحلية نائمة والمسؤول نائم رحم الله من أيقظهم جميعا “.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي .

قد يعجبك ايضا