الكتابة عن مسرى وصل الحقيقة

حسن أحمد اللوزي

 - *	يعرف الإنسان السبل الموصلة إلى روضة الحقيقة الغناء كلما توقدت مشكاة الروح بوهج الأنوار الإيمانية في نفسه وتخلقت معه شيئا فشيئا مع تواصله بالذكر في صبوات الترتيل..تلك
حسن أحمد اللوزي –
* يعرف الإنسان السبل الموصلة إلى روضة الحقيقة الغناء كلما توقدت مشكاة الروح بوهج الأنوار الإيمانية في نفسه وتخلقت معه شيئا فشيئا مع تواصله بالذكر في صبوات الترتيل..تلك النفحات الربانية الصاعدة من ذات الوجدان المحصن بالمعرفة المنجية ومن عمق الضمير المتيقظ لغوائل اللجة في الفضاء الدنيوي الواسع بفضل إدراك العقل وتعلق القلب بصدق الإيمان وعمق رسوخه وامتلاء الأحشاء في مكامنها الندية بما يشبع حاجاته اللامرئية في براح النفس والذات العامرة بالأشواق واللهفات ونضوج اعتمالات المجالدة والصبر وبما يبهج الجسد المهذب ويثقف استقامته برياضة وسع السعي.. والعمل الصالح وقبل ذلك بجهاد التقوى في مدار صحوة جديدة ناضجة بقوة متنامية لا يستهلكها الجهد المضني في ميادين الجهاد الأكبر كما في مقام العبادة الخاصة التي لها صلاتها التي لا تنقطع بالذكر والتسبيح والتقديس للواحد الأحد الفرد الصمد ولا يضيعها الوقت الذي ألف منذ أول شهر مبارك احتضن نزول القرآن الكريم وتأبدت في شرايين أيامه بشارات الخلاص الإنساني من الجاهلية والشرك وتجلت آيات الفرقان والتشبع بصحبة الطاعات والحسنات والسفر بها إلى شواطئ الميزان لأكثر من ألف وأربعمائة عام توالت محتضنة أغلى الليالي التي فاز بها من أحسن عشرتها لا بالتهجد والقيام فحسب ! وإنما بعمق معرفة الرب وليبلغ بها المنزلة العالية التي استوت له راضية حانية شغوفة به مغدقة عليه بخير يربو عطاء ألف شهر بمقياس ليلة القدر التي ليست سوى كناية عن ذلكم الزفاف الأبدي الذي ما يزال يتزامن في وسعه تخلق الإنسان الرباني في ميادين الجهاد الأكبر لتتحقق العصمة التي ليست إلا للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحتى لا تكبو الخطوات على خط الصراط حيث لا فقد يتأتى.. ولا فراق يقوم.. ولا يمكن بعدها لعارف بالحقيقة أن يشكو من البين.. ويكون العيد الأبدي الأعظم الذي لم يحظ به أحد سوى الشهداء ولم يضمنه سوى العشرة المبشرين به¿!
* ليكن قلبك نظيفا فيتسع للجمال والحق والفضيلة أما القلوب المريضة فلا يبقى فيها شيء من ذلك لأنها تشبه الغربال المثقوب… مثل ذلك يقال أيضا عن العقول في الوجهتين فالعقول المتفتحة على العلم والمعرفة والحكمة واختبارات النظر والتأمل هي التي تصل بصاحبها إلى مرافئ النجاح والفوز والنجاة أما العقول المغلقة فهي مثل بيوت العنكبوت لا تصيد سوى الحشرات وتصيب أصحابها بالضعف والهوان وضياع الهمة ولم أشبه العقول المغلقة بأي صورة من صور الظلام لان العقل في جوهره من نور وفي أقصى ما أتخيله هو من روح الله سبحانه وتعالى التي نفخها في الإنسان وما أشبه العقل بحد ذاته بالمشكاة.
* النقائض التي يتلقاها المرء هي التي تفجر في عينيه ينابيع الدموع وتلهب صوته بالشجن مثلما يفعل الفرح الكبير.. أو الألم المرير.. ويبقى المشهد واحدا وخاصة مع من تفعل الخشية والخيفة فيهم فعلها واللحظات الروحانية الجليلة التي تفنن في وصفها الشعراء المتصوفة أين من ذلك القلوب الغلفاء¿ والأعين المغلقة على يتم العاطفة والنفوس الحجرية.. حتى الأحجار قد تدفق بالماء العذب الفرات دون ان تتألم وأن ضربت بالعصي¿
??

قد يعجبك ايضا