تعاون يمني أمريكي لنشر حب القراءة
استطلاعصقر الصنيدي
استطلاع/صقر الصنيدي –
ممثل المبادرة الشرق أوسطية: هدفنا إيجاد جيل من محبي الكتاب
ü سفيان: هناك عدة وسائل لجعل الأطفال يهتمون بكتابهم
ü .. لم أعثر على سبب مقنع لأعيد الكتاب الذي اشتريته من المدرسة غير أني أريد أن أعيده إلى المعلم الذي باعنيه في اليوم الأول وفي الصباح كنت أقف وجها لوجه أمامه ويدي تحمل الكتاب وتهتز متجهة نحوه حين سألني لماذا! لم يعجبني¿ قفزت إلى طفولتي إجابة لا أدري من أين (ليس فيه صور).
بعد مرور سنوات على هذه الحادثة مازلت أتذكر أن الكتاب الذي قدم إلى مدرستنا ضمن مجموعة كتب ثقافية بأسعار تشجيعية للطلاب كان يحمل صورة واحدة وهي عبارة عن رسمة وما تبقى عبارة عن صفحات مرصوفة بالكلمات التي لم افهمها لأنها لا تناسب سنوات عمري ولا تخاطب ميولي الذي يتكون ورغم مرور مدة طويلة إلا أن المدارس ومناهجها لم تغادر أسلوب التعالي في تقديم المعلومات إلى الصغار وتريد منهم أن يستوعبوا الكتاب المدرسي كما هو خاصة بعد أن أصبح تساؤلات تبحث عن أجوبة وعن معلم لا يفيده دليل المعلم في مهمة العثور كما تقول نبيلة عبده الحرازي مربية الصف الثاني في مدرسة سكينة مضيفة بوجود مشكلة حقيقية بين الكتاب والطالب الذي يبحث عن ما يرضي طفولته والصورة هي أكثر ما يرضيه ويجذبه ولذلك نراه يهرب من النصوص الكبيرة أو يحفظها كما هي دون أن يعرف معناها.
حظيت هذه المعلمة مع العديد من زميلاتها على دورة تدريبية متعلقة بـ(أطفالنا يقرأون) وهو أحد مشاريع المبادرة الشرق أوسطية ميبي (mepi) والذي يسعى إلى تنمية مهارات القراءة لدى الأطفال وقد انطلق منذ ما يزيد عن عامين وينفذ حاليا في 09 مدرسة تابعة لمحافظة تعز و06 مدرسة تابعة للحديدة و9 مدارس في أمانة العاصمة وكما يورد ممثل مبادرة الشرق أوسطية فإن الهدف الرئيسي هو خلق طلاب يحبون الكتاب ويستوعبون ما قرأوه وعلاقتهم تبدأ من الطفولة ولا تتوقف ويأتي ضمن مشروع كبير معروف بمكتبتي العربية أخذت دول عديدة بينها لبنان والاردن وفلسطين.
مدير مكتب التربية والتعليم في أمانة العاصمة – محمد الفضلي قال: إنها خطوة جيدة نحو بناء علاقة طيبة بين الطالب والكتاب وأنه فعلا هناك مشكلة كبيرة فكثير من الطلاب لا يحبون القراءة ولا يجدون ما يجذبهم إليها ووجود مكتبة تابعة لهم في المدرسة سيساعدهم في حب الكتاب ونحن مستعدون لأي تعاون سواء مع مبادرة الشرق أوسطية أو مع وزارة الثقافة التي بدأت بمشروع تحويل القصص الشعبية إلى كتب صغيرة قصصية قريبة من الصغار.
مشكلة مكتبة المدرسة
ü معظم المدارس التي تمتلك مكتبة لا تجد الكتاب المناسب للطلاب فما هو موجود كتب عامة تم الحصول عليها من خلال الإهداءات من أولياء الأمور وكما تقول أمينة مكتبة مدرسة سالم الصباح في الأمانة أحلام شيبان فإن الكتب تأتي من أولياء أمور وهي مخصصة للكبار وغالبا قديمة وكتب أخرى يتم طلبها من دار الكتاب ولا ترضي الأطفال ولا ميولاتهم وهو ما يجعلهم بعيدين عنها باستثناء الكتب القصصية التي تنال إعجابهم.
عبدالله سفيان ممثل دار اسكول استيك للنشر وهي أهم دار متخصصة في كتب الأطفال يقول إنه تم تزويد تسع مدارس في الأمانة و09 مدرسة في تعز و06 مدرسة في الحديدة بالكتب التي تصدرها الدار باللغة العربية وقد بدأت النتائج ملموسة ففي إحدى الزيارات الإشرافية التي تعقب استلام الكتب لتقييم الأثر اتضح أن التلاميذ في منطقة بلاد الروس البعيدة أصبح الأطفال يتحدثون عن مضمون القصص التي حصلوا عليها وساعدت في رفع مستوى فهمهم حتى للمنهج المدرسي وجعلتهم يحبون الكتاب وقد تفاجأنا فعلا بالطلاب وبالمدرسين وهم يستعرضون بحماس الفوائد التي رأوا تلاميذهم ينالونها.
تقول هدى الحبابي المتخرجة من قسم المكتبات جامعة صنعاء والمتخصصة في إدارة عمل المكتبات القديمة والحديثة وتصنيفها: إن أهم الأشياء المهملة في عالم أطفالنا والكتب هي عدم الاختيار الصحيح والمناسب للكتاب وتجاهل عمر الطفل ومدى استيعابه وتضيف أن الاعتماد العشوائي للكتاب المقدم للطفل غير صحيح ويصبح عامل تنفير في العلاقة قد يصعب إصلاحها فيما بعد فالأطفال مختلفون في مستويات الفهم والقدرات ولكل واحد فيهم ميول وتوجه معين يجب أن يراعى عند تقديم الكتاب إليه وأن لا يتم اختياره عشوائيا خاصة في السنوات الأولى.
كما أن من بين مشاكل المكتبات المدرسية ضعف تأهيل القائمين عليها وعدم حصولهم على تدريب دوري يطلعهم على الجديد في عالم المكتبات الذي يعد تخصصا مستقلا عن العلوم الأخرى وقد كشفت الدورة التدريبية التي أقيمت منذ مدة قصيرة في بيت الثقافة أن جميع أبناء المكتبات المدرسية لم يحصلوا على أي تأهيل غير ما لديهم من خبرات مكتسبة ومعلومات من أيام الجامعة ووفقا لـ(أحلام شيبان) التي تعمل منذ ما يزيد عن 8 سنوات فإنها تحصل على هذه الدورة للمرة الأولى وأنها أحست بوجود الكثير من الطرق والوسائل التي