الدور الخليجي على محك الأزمة اليمنية 1-2
–
عبدالله عمرباوزير
المطلوب من الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي ما هو أبعد من الإشادة بفخامة الرئيس والترحيب بقراراته.. فما يزال أمامه الكثير من الملفات الشائكة والملغومة
يوم السبت الماضي عاد شبح الأزمة السياسية ليخيم من جديد على دوائر القرار السياسي في مجلس التعاون لدول مجلس الخليج العربي وكذلك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على إثر توتر الأخبار عن إقفال مطار صنعاء في وجه الملاحة الدولية والداخلية في أعقاب المناقلات التي أجراها الرئيس عبدربه منصور هادي داخل القوات المسلحة وعلى مستوى القيادات العليا يوم الجمعة 7/4/2012م في خطوة سياسية فحواها تطمين الشعب اليمني وإشعاره بجدية فخامته في العمل لإخراج البلاد من دائرة الأخطار وإيقاف حالة التشظي الوطني والانقسامات داخل القوات المسلحة وبقية المؤسسات ذات العلاقة بالأمن القومي, قبل أن تكون لتأكيد سيطرته على المؤسسات الاستراتجية كقائد أعلى للقوات المسلحة والأمن.
قوبلت القرارات بارتياح شعبي وترحيب إقليمي عربي ودولي عشية تكليف اللجنة العسكرية والأمنية إزالة المتاريس والمظاهر المسلحة من شوارع العاصمة صنعاء والطرق الرئيسية مع المحافظات وتأمينها وهو مالن يتحقق دون تفريغ حالة الاحتقانات التي أصابت المؤسسة العسكرية منذ انقلاب مارس العام الماضي الذي تحول تمرد الفرقة الأولى مدرع وبضع الأولوية مما ساعد على سيطرة القاعدة على بعض المناطق وتوسيع مساحات عملياتها في المحافظات الجنوبية والشرقية بالإضافة إلى بضع المليشيات القبلية والإيديولوجية الأخرى الأمر الذي وضع اليمن على حافة الحرب الأهلية ووضع الأمن الإقليمي أمام مخاطر وتحديات ربما أخطر بكثير من المخاطر والتحديات جراء التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز بل ربما تأتي في إطار تعزيز الاستراتيجيات والمطامح الفارسية التي تتعدى صراعها مع الغرب إلى فرض شراكتها في أي ترتيبات « شرق أوسطية – جديدة» باعتبار منطقة الخليج جزءا من مجالها الحيوي وتشكل اليمن بموقعها الاستراتيجي في جنوب الجزيرة العربية رأس الهلال الممتد من سوريا والعراق شمالا إلى باب المندب جنوبا وهذا لن يعزز موقف إيران التفاوضي فقط بل وسيفرض تدخلها في تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تماما كما هو حاصل في العراق.
هذا تدركه دول الخليج العربي التي استوعبت خطورة الفشل الأمريكي في العراق وما آلت إليه الأمور هناك, الأمر الذي دفع إلى البحث عن مخارج للأزمة اليمنية التي بدأت تداعياتها تتصاعد منذ وقت مبكر لما اصطلح عليه» بالربيع العربي» في الوقت الذي ظلت تتعامل مع الشأن اليمني بالقليل من الإقبال والكثير من المساومات والتصريحات من أمن واستقرار اليمن لحسابات خليجية ضيقة حتى اندلعت عاصفة « الربيع أو الخريف العربي» لا فرق, ولا أهمية للتسميات في حسابات الأمن الاستراتيجي.
فكانت المبادرة التي أيدتها ودعمتها القوى الكبرى ذات المصالح الحيوية وعلى رأسها الولايات المتحدة وتجاوب الرئيس علي عبدالله صالح مع المبادرة وبدأ مرحلة من التنازلات رغم تصاعد الأزمة التي وصلت الى حد اغتياله مع كبار مساعديه من رجال الدولة وموظفي مؤسسة الرئاسة في حادث (مسجد النهدين) بعد أكثر من شهر على الانشقاق في المؤسسة العسكرية لم يحقق الحادث الهدف المرسوم له من قبل الذين خططوا له حيث تولى ال