حين تنوء عن حمل الأحزان
حسن أحمد اللوزي
حسن أحمد اللوزي –
{.. ليس هذا من سمت البلد الطيب
أبدا ما كان
هذا الوجه المقلوب بشقيه
الحاقد .. والجامد
ضد سكينة أبناء الوطن الواحد
عافت منه جميع الأنعام..
فكيف بحال الإنسان¿¿
تترصده الآلام صباح مساء
وتعاشره الأحزان
حيث ما حل وسار
وتطوقه أنياب الأسوار
فكيف يفر الصامد في النفق المنهار¿¿
} } }
كم ذا يدمي هذا الوضع المسلول
القابض بخناق الأنفاس
المؤذي للناس
المهلك للرؤية والحرث
الداهم للوقت وللصبر
المتربص بطيور الأحلام
المطبق بالأحزان
أحزان تطبخها الأهواء
لا تسأل عن حرمات الأوطان
} } }
كانت كل الأحزان دواء للقلب وللنفس وللوجدان
كيف توحشت الأحزان¿
صارت داء يفتك كالسرطان!!
لا يسلم أحد منها
لا تستثني أحدا من كان!
صارت تودي بحياة الإنسان
} } }
هذا ليس مناخ الوطن الطيب
بلد الإيمان!!
وأولئك ليسوا من أهل الحكمة
لا حب الوطن يداوي علتهم!!
أو تنسل إليهم أنداء الرحمة
} } }
عضات الأحزان تؤرق حتى الأحجار!!
تتقلب في فرن البدن الصامد
تعتصر الأحشاء
وتنث جراحا بياضة!!
تدفق بالآلام مرارا
لا يفتضح التكرار
يتجدد حزن الأحرار
فالجرح النازف في الوطن الواحد
مفتوح من غير ضماد حتى الآن!!
} } }
لن يعرف أحد أحزاني
كنه ومعنى أحزني
تلك المتوحشة الغضبانه!
والمثقلة بأحمال لا تحصى أو توزن
وهي تحيط بأنسجة القلب
وتعبث في الأوردة ونهر الخفقان
وتعض هنا .. وهناك
وبلا إشفاق تمضي في لعبتها اليومية
لا تهدر وقتا حتى للنوم
لا يدركها أحد من كان!!
لا يعرف أحد أغوار متاهتها السرية!!
ومدى جرح أيادي من حفرت تلك الأغوار
} } }
أحزاني هبتي للرياح وللأشرعة وللآفاق المنتظرة¿!
أحزاني قرباني للحرية
وعود الصولات الواثقة المنتصرة
فلماذا تقذفني الكلمات المسعورة بالأحجار¿¿
وبأ مر مختلق في سرداب الليل¿!
وبلا أسف واستهتار
من غير سؤال عن ما تحمله الأخبار¿
من يأس أو معنى الاستبشار
وتباهي الأفواه المصلوبة بالخذلان
وحديت الأفاكين بزيت العار!
ديسمبر 2011م