المخرج من الأزمات
هشام عبدالله الحاج
هشام عبدالله الحاج –
أنصح جميع من له كلمة في المساجد أو الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أن تكون كلمتهم واحدة في الدعوة إلى رص الصفوف وجمع الشمل وتوضيح مفاهيم الإخوة في الدين حتى تنتهي الأزمة من القلوب وتضيع الأحقاد
نعلم أن الشعب اليمني تعود دوما على الأزمات حتى في حالة السلم فضلا عن حلة خوف وعدم الأمن والاستقرار هكذا نعرفه ونحبه كذلك لأنه ما أن تأتي أزمة إلا وأثبت فيها الشعب اليمني عظمته وقدرته على تحمل المصاعب والصبر عند الشدائد ولذلك كانت أشد الأزمات التي عصفت بهذا الشعب هي أزمة عام 2011م الذي تنوعت فيها أنواع الأزمات من أكبر أزمة إلى أصغر أزمة من الأزمات السياسية التي تصارعت فيها الأحزاب والقادة والشعب ولحقتها أزمات اقتصادية ومنها عدد ولا حرج من الأزمات مثل أزمة المشتقات النفطية ومنها أزمة الغاز المنزلي الذي يشكل ضرورة ملحة للمواطن والذي أثبت فيها الشعب أنه بالإمكان البحث عن وسائل أخرى حتى لا تؤدي به هذه الأزمة إلى انعدام بالأصح ظهور أزمة جديدة تتمثل في أعظم الأزمات التي تعصف بالشعوب وهي الأزمة الأخلاقية نعم أن الأخلاق هي التي ترفع مكانة الأمم أو تضعها منحطة وفي ذلك قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا والواقع المشهود أن الأخلاق هي التي يجب أن تسيطر في هذه المرحلة الحاسمة من مرحلة الوفاق والاتفاق التي يجب أن يثبت فيها الشعب اليمني قدرته على تجاوز المرحلة كما تجوز الأزمة خلال عام كامل وحتى يتعاد هذه المرحلة عليه يعلم أن المرجع الأساسي في ذلك أمرين اثنين يجب على الجميع الوقوف عليها لأنها الوسيلة الوحيدة التي ستجعل الأزمة تمر مرور هاذيتين الأمرين ما يلي:
1- هو بذل الحزبية الضيقة وأخص بذلك حكومة الوفاق الوطني الذي من مهامهم هو جعل مصلحة الوطن والمواطن اليمني فوق كل الاعتبارات الشخصية والحزبية والعمل بقول الله عز وجل «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وتقوا الله لعلكم ترحمون» فإن حكمنا هذه الآية فينا لساد الرخاء والسعادة بيننا ولحصل الأمن والسكينة للمواطن اليمني الذي عانى من الأزمات التي ذكرناها سابقا فعندما يتحقق فينا الإخاء ويحصل الود والمحبة وينتشر مبدأ احترام الصغار للكبار وعطف الكبار على الصغار وتبدأ مسألة التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء والمساكين فالجميع يجب أن يعمل على إصلاح ذات البين وهو مبدأ من مبادئ الأخلاق الإسلامي أولا التي بها يتحقق الأمن والاستقرار ثم الأخلاق الإنساني الذي يساعد على حب الغير.
وأحب أن أنوه هنا إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه «مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعطفهم كمثل الجسد إذا شتكا منه عضوا تدعا له سائر الجسد بالسهر والحمى» وهذا الوصف الدقيق منه صلى الله عليه وآله وسلم يدل على أهمية الدعوة إلى توحيد الصفوف وأن كل مسلم يفرح لفرح أخوه المسلم ويحزن لحزن أخوه المسلم ولكن إذا كان الجسد ممزق الرأس يشكو والرجل تغني وترقص فأين الإخوة التي وصفها النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وشبهها كالجسد الواحد الذي إذا شتكا منها عضو تدعا له سائر الجسد بالسهر والحمى وأجارنا الله وإياكم من حمى السياسة والحزبية المنتشرة في هذه الفترة والواضحة من خلال الأفعال قبل الأقوال.
ومن هنا أنصح جميع من له كلمة في المساجد أو الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أن تكون كلمتهم واحدة في الدعوة إلى رص الصفوف وجمع الشمل وتوضيح مفاهيم الإخوة في الدين حتى تنتهي الأزمة من القلوب وتضيع الأحقاد وبهذه الطريقة أو أكد للجميع أن اليمنيين سوف يعيشون في أمن ورخاء وسعادة ما