كنوز مدينة بلقيس
أحمد الأكوع
أحمد الأكوع –
> كتاب اللغة الأميركي ويندل فيليبس ويقع الكتاب في حوالي 275 صفحة من القطع المتوسط الكتاب لطيف وشيق للقارئ وقد روى فيه قصصا تتعلق بالبعثة الأميركية للآثار وقد مكثت البعثة في البداية في مقبرة “ثمنة” الأثرية على المنحدر القريب من “حيد ابن عقيل” وهي في الغالب محط أنظار علماء الآثار وتعامل مع الشريف حسين بكل احترام وأدب مما زاد حبهم له وبعد تنقلاته في اليمن والتقائه بالإمام أحمد في تعز طويلا وقد عمل الشريف حسين حفلا لتكريمه ألقى فيه كلمة قال فيها إنني شاكر لك جدا لسلوكك الرائع مع صداقتك ومساعداتك لي شخصيا هنا في وادي بيحان ومن أجل هذا ولأنك عملت في بلادنا فإنني أود أن أطلق عليك أسما عربيا فبدلا من مستر تدعى شيخ وبدلا من ويندل فليبس ستدعى حسين علي وبالنظر لأنط عشت وعملت مع قبيلة بالحارث فستكون كنيتك (حارثي) رئيس أعمال التنقيب عن الآثار وسيكون من دواعي غبطتنا لو أنك قبلت مني هذا الاسم ولكي يكون ذلك رسميا ويقول ويندل وهنا تقدم الشريف حسين وقدم لي كوفية بيضاء وعقالا مذهبيا وضعهما على رأسي تم لف جسمي بعباءة مذهبة وبينما هو يقوم بذلك راح رجال القبائل يطلقون النار من بنادقهم في الهواء كدليل على موافقتهم.
مقابلة مع الإمام
يقول ويندل وصلت السيارة العاشرة والنصف بإشراف سامي عز الدين أحد كبار موظفي الخارجية آنذاك وقال:
إن حاكم اليمن رجل متين البنية شديدها في منتصف العقد الخامس من عمره ذو ملامح قاسية أخفتها عليه لحيته السوداء وعيناه الواسعتان اللتان بدتا نفاذتين تلمان بكل ما حولهما من نظرة واحدة كانت ملابسه جميلة وهي عبارة عن ثوب من الحرير الأبيض تزينه جنبية مرصعة بالجواهر مثبتة في أخضر موشي بالذهب وكان يعتمر رأسه عمامة بديعة موشاة بالذهب إلخ وجلست على يسار الإمام ولم أكد استقر حتى مال علي واضعا يده على ركبتي وسألني أتتكلم العربية فأجبته بما أعرف من العربية أن معلوماتي ليست كما ينبغي فوقفت في الحال لأقدم لجلالته الهدايا التي جلبناها معنا تعبيرا عن النية وكانت تتضمن من منتجات كولجيت صناديق كوكاكولا ومسدسات من طراز كولت وذخيرة ومروحة كهربائية من طراز جنرال الكثر بك وجهاز راديو من طراز هيليكرا فتر وآلة كاتبة رويال وآلة تصوير من طراز بولارويد وعندما اعتذر للملك بأنني لم أحضر المزيد من الهدايا أجانبي بقوله:
إن النبي محمد قبل الهدية دون النظر إلى انها كبيرة أو صغيرة فأملهم هو الدافع إلى الهدية وليس الهدية ذاتها والكتاب حافل بالقصص المتعلقة بأعمال البعثة في مارب وغيرها.
شعر
تمتع بما لك قبل الممات
وإلا فلا مال أن أنت متا
شقيت به ثم خلفته
لغيرك بعدا وسحقا ومقتا
فجادوا عليك بذور البكاء
وجدت عليهم بما قد جمعتا
وأرهنهم كل ما في يديك
وخلوك رهنا بما قد كسبتا