الخلافات العائلية تحول فرحة رمضان إلى أحزان
الأسرة عادل بشر
الأسرة / عادل بشر –
(شاب يفرغ مخزن سلاحه بجسد أخيه وآخر يقتل والدته خنقا ورجل يعتدي على زوجته بالضرب حتى كاد أن يقضي عليها إلى الأبد وامرأة تصب الماء الساخن على ابنة زوجها لتصيبها بحروق بالغة ).. هذه عينات من بعض الجرائم التي حدثت خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك ويكون الجاني فيها والضحية من أسرة واحدة .. ورغم أن رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار والتقرب إلى الله بالإكثار من الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن وعمل الخير وصلة الأرحام وحسن العشرة الزوجية .. إلا أن هناك الكثير من الأسر من تتحول حياتها خلال هذا الشهر إلى جحيم مستعر من خلال تصرفات بعض الآباء أو الأبناء أو الأمهات ضعاف الإيمان ويتحول الأمر من شهر الرحمة والغفران إلى شهر الدموع والأحزان.
وفاة وإصابة 56 شخصا في 3 أيام
وفي سياق الجرائم الرمضانية بمختلف أنواعها قالت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية احتجزت 193 متهما من ضمنهم 6 أحداث و 8 إناث على ذمة جرائم وقضايا جنائية مختلفة وقعت خلال أول ثلاثة أيام فقط من شهر رمضان المبارك نجم عنها وفاة 23 شخصا و إصابة 63 آخرين بإصابات مختلفة.
وأوضحت التقارير الأمنية بان 120 من المحتجزين متهمون بجرائم جنائية جسيمة في عدادهم 10 متهمين بجرائم قتل عمدي فيما بلغ عدد المتهمين بجرائم غير جسيمة 73 متهما.
وبخلاف الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية التي تؤكد زيادة معدل الجرائم بمختلف أنواعها خلال الشهر الفضيل فإن الجرائم الأسرية تكون أكثر تلك الجرائم..حيث تشير دراسة اجتماعية إلى تزايد معدلات الجرائم الزوجية كالضرب والإهانة والطرد من المنزل, والقتل لأتفه الأسباب خصوصا قبل الإفطار.
فما السر وراء هذه الظاهرة ¿ وهل هناك علاقة بين الصيام الذي هو إعلاء لقيم الروح, وبين الحوادث التي يتم ارتكابها خلال هذا الشهر¿.
ولمحاولة تفسير هذه السلوكيات الخاطئة والمرفوضة ودوافعه ـ خصوصا أننا ما زلنا في الأيام الأولى من رمضان وحتى لا يتكرر المشهد نفسه مع عدد من الأسر كان لنا وقفة مع أخصائي في علم الاجتماع ومع دكتور في الدراسات الإسلامية.
شهر التقوى
وفي هذا الصدد يقول عادل مثنى أستاذ الدراسات الإسلامية أن شهر رمضان هو شهر التقوى والتقرب إلى الله عز وجل في سائر أعمالنا وأفعالنا ويجب أن تسود خلاله المودة والمحبة بين الأزواج والزوجات وان يبتعدوا عن المشاجرات التي تنتقص من اجر الصيام وقد تبطله ..موضحا بان الصوم ليس الامتناع عن تناول الطعام والشراب فقط وإنما الامتناع عن كل ما يضر بالآخرين ويغضب الخالق جل وعلا.. لكننا- والكلام ما زال لمثنى – نجد البعض من الأشخاص يجسد مفهوم الصيام في الامتناع عن الأكل والشرب نهار رمضان وفي مقابل ذلك يقوم بتصرفات كثيرة تتنافى مع مفهوم الصيام كالسب والشتم وضرب الأبناء والزوجة وافتعال المشاكل مع الجيران لأسباب إذا بحثنا فيها سنجدها غير مهمة .. والشخص الذي يرتكب مثل هذه الأفعال وهو صائم لن يستفيد من صيامه شيئا وليس له منه سوى الجوع والعطش.
طلاق بسبب مكرونة
وحول أسباب الخلافات الزوجية والأسرية في رمضان يقول الأستاذ عادل مثنى (الكثير من الخلافات الزوجية إن لم نقل معظمها ترجع أسبابها دائما إلى توتر الزوج الناتج عن صيامه مع أن الصيام من المفترض أن يدفع إلى الهدوء والسكينة إلا أن هناك بعض الأزواج الذين يعيشون نهار رمضان متوترين خصوصا الفترة التي تسبق الإفطار فينفعلون لأبسط الأشياء حيث نجد الكثير من المشاكل سببها وجبة غذائية لم تطبخها المرأة أو لم تحسن طباختها أو تأخرت في إعدادها فتكون مبررا كافيا للزوج لان يصرخ ويشتم ويضرب .. وكم من حالات الطلاق حصلت بسبب مكرونة أو شفوت..).
ويرى مثنى أن هذا ينطبق على الأزواج والزوجات الذين لم يتعودوا الصيام منذ الصغر أو لم يلتزموا بالصيام في سنوات معينة من مراحل الشباب لذا يجدون صعوبة في الصوم ويتحول رمضان لديهم إلى أشبه بالعقاب ..
مظاهر سلبية
ويشير أستاذ الدراسات الإسلامية إلى أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث الخلافات الأسرية في رمضان منها المظاهر السلبية في المبالغة في النفقات والتبذير وزيادة الطلبات من قبل الزوجة التي تثقل كاهل الزوج فتحدث الخلافات الزوجية بالإضافة إلى أن هناك أسبابا أخرى تجعل الرجل يصاب بالتوتر أثناء الصيام هذه الأسباب تتعلق بالرجل نفسه فالأزواج الذين يدخنون السجائر تجدهم متوترين طوال النهار حتى وقت الإفطار إضافة إلى عوامل أخرى مثل السهر طوال الليل والذهاب صباحا إلى العمل وضغوطات العمل كل ذلك يجعل الزوج متوترا لكن ذلك التوتر يزول بقراءة القرآن الكريم وأداء الصلاة في المساجد وتجنب الأشياء التي قد تؤدي إلى افتعال المشاكل مثل الأسواق المزدحمة أو الدخول إلى المطابخ..
مبادئ الإسلام
ويؤكد أستاذ الدراسات الإسلامية أن الأسر التي تستمر فيها المشاكل