رمضان زمان في المحويت.. مقتطفات من الذاكرة¿!
تقرير إبراهيم الوادعي

تقرير/ إبراهيم الوادعي –
على الرغم من تبدل الأحوال وتغير الأجواء ما بين الحاضر والماضي على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال تبقى هناك العديد من القواسم المختلطة والمشتركة بين الزمنين وخصوصا تلك المرتبطة منها بالمناسبات والاعياد الدينية وفي مقدمتها شهر رمضان المبارك الذي أمرنا الله بقيام ليله وصيام نهاره وتذكر أنات المحتاجين والاحساس فيه بما يشرع فيه المحرومون والجائعون.
يطل شهر رمضان في كل عام باختلاف عن العام الذي سبقه نتيجة متغيرات العصر المتسارعة والتي بالكاد يستطيع الناس ملاحقتها في عصر طغى عليه السرعة والتكنولوجيا بمالها من تأثير سلبي يطغى على كل الماضي ويفقدنا الكثير من العادات والتقاليد الجميلة التي كنا نحبها ونفتقدها اليوم في ليالي وصباحات شهر رمضان المبارك.
عادات رمضانية كانت سائدة في الماضي البعيد والقريب على حد سواء عايشنا بعضا منها واخرى حكى لنا عنها الكبار.
نحاول الغوص في الماضي لنتذكر بعضا من تفاصيله الجميلة ومن هنا من المحويت هذه البقعة من الوطن التي لم يكن الأمر ليختلف في جماليات رمضان الماضي عن باقي اجزاء ومناطق اليمن الحبيب.
ليلة رمضان
غالبا ما كانت إشارة الدخول لرمضان يتلقاها الجميع من اذاعة صنعاء أو من القناة التلفزيونية الوحيدة التي كانت تبث حينها قبل ظهور الساتلايت والقنوات الفضائية في مساء يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان تنقطع الأحاديث في أي شيء ويبقى أمر واحد محل حديث العامة الصغير والكبير هل اعلنوا رمضان¿.. هل اذاعوا رمضان¿
لم تكن هناك وسائل متعددة لنقل الخبر فقط قناة واحدة تلتف حولها العائلة في انتظار الخبر واذاعة يحرص كبار السن على وضوح صوت الراديو لنقل الخبر السار.
وما أن يعلن عن أن غدا هو أول أيام شهر رمضان حتى يسري الخبر كالبرق في أوساط هذه المدينة الصغيرة قبل أن تكبر اليوم وتتوسع وفي لحظة تشتعل شوارع حاراتها ويخرج الأطفال للعب ولو بصورة مقتضبة كإعلان عن قدوم رمضان وكل من مر في الشارع يتلقى الخبر من الأطفال غدا رمضان يقولونها وكأن الأرض لا تتسع لفرحهم.
وفي اصداء المدينة الساكنة يبدأ السكان في الاستماع للمغارد الرمضانية إن صح التعبير التي يرددها الأطفال ومنها:
”ياصنصني يابو الحسيني” يقولونها بصوت عال كإشارة على التنبيه لما سيقولونه بعد.
”يا رمضان يا بو الحمايم
ادي لأبي قرعة دراهم
وارجم من الطاقة بليمة
ولا بتفاحة عظيمة”
وأيضا:
يا رمضان دندل حبالك
هوذا نا واقف قبالك
والكثير من أناشيد الأطفال مما لا تتسع الذاكرة أو السطور لتذكرها وتحتاج إلى جهود لجمعها وتوثيقها كتراث يمني لماض عريق.
تنصيرة رمضان
إضافة إلى اناشيد الأطفال كعلامة على استهلال رمضان كان العديد من المناطق في ريف محافظة المحويت تعلم نفسها وغيرها بدخول رمضان بإشعال النيران على شكل كرات صغيرة من الرماد المعجون بمادة الجاز يزين بها اركان سطح المنزل ويشعل فيها النيران وتكون علامة واضحة في القرى بأن غدا هو صيام أول أيام رمضان.
وفي المدينة أيضا كانت لحظات غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شعبان موعدا مشهودا للشباب والأطفال موعدا لا يجرى تفويته.
وتسمى هنا في&#