المسلمون واستلهام روح المدرسة الرمضانية

كتبالمحرر السياسي

 - من فضل المولى عز وجل أن يسن فريضة الصيام  ليهذب النفس من أدران الحياة ويرتفع بها إلى سماوات الروحانية ويطوعها لأعمال الخير والإحساس بمعاناة الآخرين  فضلا عن غرس قيم التواضع والألفة والمحبة والتعاضد .. وبالتالي  فإن حاجة الأمة الإسلامية إلى الاسترشاد بهذه المفاهيم الربانية ملحة وضرورية
كتب/المحرر السياسي –
من فضل المولى عز وجل أن يسن فريضة الصيام ليهذب النفس من أدران الحياة ويرتفع بها إلى سماوات الروحانية ويطوعها لأعمال الخير والإحساس بمعاناة الآخرين فضلا عن غرس قيم التواضع والألفة والمحبة والتعاضد .. وبالتالي فإن حاجة الأمة الإسلامية إلى الاسترشاد بهذه المفاهيم الربانية ملحة وضرورية خاصة تلك التي تدعو وتحث على تعميق قيم السلام ونبذ الفرقة والتناحر والاحتراب.
وفي الوقت الذي كان يتوجب فيهö على الأمة الإسلامية أن تستوعب هذه المعاني والدلالات العظيمة لمفاهيم ومنطلقات الدين الإسلامي الحنيف نجدها – مع الأسف الشديد – تغرق في لجة الصراعات وإسالة الدماء ويسود بين جماعاتها التعصب والتناحر وتستفحل بين أبنائها العداوة والبغضاء تاركة المجال أمام أعدائها لتنفيذ مخططات تهديد حاضرها ومستقبلها.
لقد حان الوقت راهنا لأن يلتقط المسلمون أنفاسهم ويحكموا لغة العقل والحكمة وينبذوا كل تلك الصراعات التي مزقت لحمتهم وعرضت مصالح شعوبهم للخطر مستلهمين من روح الدين الإسلامي معاني الوئام والتعاون والتآلف والإخاء وتوجيه طاقات المجتمعات الإسلامية لما فيه خيرها واستقرارها ونماؤها وتوطيد التعاون مع الشعوب والأمم وبما يعود بالنفع والفائدة المشتركة لأمن واستقرار الأسرة الأممية ككل .. ولعل الأهم – من كل ذلك – استيعاب مخططات إبقاء الأمة الإسلامية برسالتها العظيمة والخالدة مفككة الأوصال سليبة الإرادة وسلبية الأداء بل وخانعة لمظاهر الاستلاب الحضاري.
وفي هذا الصدد لسنا بحاجة إلى كثير التدليل على حالة النكوص التي تعيشها المجتمعات الإسلامية وبخاصة في منطقتنا العربية التي تحتد فيها رحى الاحتراب والتناحر والاختلاف ابتداء مما يجري في مصر وسوريا مرورا بما يحدث في العراق ولبنان فضلا عن تلك الحروب المتناثرة على أكثر من رقعة إسلامية كما هو الحال في أفغانستان وباكستان وبعض الدول الإسلامية في القرن الإفريقي .
* * *
أما وقد قدم اليمنيون أنموذجا حضاريا يحتذى على صعيد التوصل إلى صيغة للتسوية السلمية لحل الأزمة العميقة التي كادت أن تعصف بكينونة الدولة والمجتمع فإن الضرورات الموضوعية تتطلب من اليمنيين مواصلة هذه الجهود والمثابرة بوتيرة عالية ودعم مساعي الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي في إطار إنجاح التسوية الشاملة وصولا إلى نتائج مثمرة لمخرجات الحوار الوطني والهادفة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقائمة على أسس ومبادئ الحكم الرشيد.
* * *
وفي هذا الإطار فإنه ليس أنسب من استحضار دلالات صيام رمضان الكريم للتذكير بأهمية تعزيز الحوار وتعميق روح التصالح والتسامح وتناسي سلبيات وتداعيات الماضي .. والنظر إلى مستقبل الأمتين العربية والإسلامية بعين التفاؤل والرضا – وقبل هذا وذاك – بيقين التمسك بحبل الاعتصام الذي لن يقهره المستحيل امتثالا لقولهö سبحانهö وتعالى ((واعúتصöمواú بöحبúلö اللهö جمöيعا ولا تفرقواú واذúكرواú نöعúمة اللهö عليúكمú إöذú كنتمú أعúداء فألف بيúن قلوبöكمú فأصúبحúتم بöنöعúمتöهö إöخúوانا وكنتمú على شفا حفúرة مöن النارö فأنقذكم مöنúها)) صدق الله العظيم.

قد يعجبك ايضا