امتحانات القبول بطب صنعاء.. »لغط« يحسمه الكمبيوتر
تحقيق هشام المحيا

تحقيق / هشام المحيا –
نقص المعامل.. والقاعات الدراسية.. والكادر التدريتحقيق / هشام المحيا
سي مشكلات قائمة
يأتي الطالب للتنسيق في كليات الطب بجامعة صنعاء وهو يحمل بين جوانحه أحلاما تكاد تطير به إلى المستقبل الذي ينشده ولكن سرعان ما يصاب بالصدمة وخيبة الأمل عندما يرى الكم الهائل من المتقدمين للتنافس على مقاعد قليلة مقارنة بعددهم ويجري هذا التنافس وسط حالة حيص بيص لدى المتقدمين وأولياء أمورهم… كليات الطب عملت جاهدة على أن تبقى بعيدة عن مسألة القبول يدويا وجعلت الكمبيوتر هو الحكم بين الكليات والطلبة … من جهة أخرى تبقى هذه الإدارات عاجزة عن إيجاد أية حلول لرفع الطاقة الاستيعابية لأسباب كثيرة نناقشها في هذا التحقيق … نتابع:
صقر سعد محمد أحد المتقدمين لكلية الصيدلة جاء إلى الكلية ــ لاجتياز اختبار القبول ــ والأمل يسبقه إلى قاعة الامتحان فيما الخوف من السقوط يحيط به من كل جانب في ظل العدد الهائل للمتقدمين البالغ عددهم 1464 طالبا وطالبة بينما المقاعد المتاحة للتنافس الموجودة لا تتجاوز 100 مقعد.
تعمد صقر وغيره من الطلبة في جميع كليات الطب أثناء سهرهم استعدادا لاختبار القبول سرقة بعض الدقائق من وقتهم يذهبون فيه إلى عالم الأحلام المستقبلية فيتخيل أحدهم كيف سيصبح طبيبا ناجحا في المستقبل وآخر يفكر في خدمة مجتمعه وحارته وأسرته فيما يفكر ثالث كيف ستكون سيارته المستقبلية وأين سيسكن وكيف ووسط زحمة هذه الأحلام يأتيهم كابوسهم الذي اعتاد كبت أحلامهم فيذكرهم أن الطاقة الاستيعابية قليلة بينما المتقدمين بالآلاف فيصابون باليأس.
لماذا الطب
وسط الإقبال الكثيف على كليات الطب يطرح الكثير من المتابعين لسير امتحانات القبول سؤلا هل يعني تقدم الطلبة بهذه الأعداد الكبيرة لكليات الطب هو الحب بعينه لهذا التخصص أم ماذا¿ وللإجابة على هذه الجزئية قمنا بدراسة الوضع عن قرب فوجدنا ان الوضع الإقتصادي هو المحرك الأول فيما تبقى نسب الميول وحب التخصص ضئيلة إذ أن الطب يعتبر أحسن حالا من غيره بالنسبة لسوق العمل إضافة إلى المركز المجتمعي والعائد المالي.
طالب من المتقدمين لكلية الطب البشري يدعو الله ليل نهار كي يقبل في الكلية فهو يفكر بالطب منذ الصغر لأنه ميوله الوحيد ــ حد تعبيره ــ ووسط هذه الأمنيات يقاطعه زميله فيقول ” أنا أفكر بالمحاسبة ولكن سأبدأ بالطب فإن لم أقبل سأقدم في كل الكليات إلى أن يستقر بي المقام في المحاسبة.
من جهة أخرى فإن عدم ميول بعض الطلبة لهذا التخصص لا يعني أن تتبرأ الحكومة إضافة إلى الجامعة من مسئولية رفع الطاقة الاستيعابية حتى يتأتى قبول أكبر عدد ممكن من المتقدمين فلا يعقل أنه لا يوجد على الأقل %30 من المتقدمين البالغ عددهم 6033 يحبون التخصص حيث فتحت كلية الطب أبوابها 470 لكافة التخصصات كطاقة استيعابية ما يعني أن هناك أكثر من 1500 طالب وطالبة شنقت أحلامهم وبالتالي سينتقلون إلى الدراسة في كليات تكون فيها مخرجاتها متواضعة نتيجة لعدم الرغبة.
كابوس الوساطة
يعيش الآباء وأبناؤهم أمام مفارقات عجيبة فالمتقدمون كثر والعدد المطلوب قليل والوضع في البلد مترد للغاية فبعض المؤسسات أصبحت لا تعيش إلا على فيتامين “و” أعني الو