المركزية وفشل الإدارة
باسم الشعبي
باسم الشعبي –
– تحولت عدد من الإدارات والمرافق الحكومية في المحافظات إلى مجرد مكاتب أو دوائر لجباية الإيرادات للمركز فيما أصيب الموظف بالإحباط والإدارة بالشلل بسبب المركزية المفرطة في تسيير شؤون العمل التي عطلت الإبداع والإنتاج وأحلت مكانة الفوضى والفساد.
– خللال الثلاثة والعشرين السنة من عمر الوحدة فشل نظام الحكم في ايجاد نظام إداري حقيقي وناجح يساعد على الإرتقاء بالعمل ويعزز من تطوير العمل الإداري في المركز والمحافظات الأمر الذي خلف حالة من الإحتقان في نفوس الناس فضلا عن ذلك أوجدت الممارسات الخاطئة المتمثلة في نهب الأراضي والمنشآت العامة حالة من السخط وراكمت الشعور بالإقصاء والاستحواذ والسيطرة وهو مافجر غضب الناس وخلق حالة تمرد شعبية.
– تعالج المشاكل الناتجة عن المركزية المفرطة وعن الفساد والنهب بإجراءات إدارية سليمة بل تواصلت الأخطاء وتراكمت الملفات وهو ماغزز من عدم إمكانية الحل في ظل هكذا ظروف وتعقدت الحلول وأصبحت الأخطاء التي لم يوبه لها تهدد اليوم وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي.
– إن إحدى المشاكل الرئيسية التي أعاقت وماتزال تعيق التطور في اليمن هي غياب الإدارة وفشلها التام والتي تسببت في انتاج الفساد والمحسوبية وإحلال الفوصى على كافة المستويات حتى أصبح اليمن اليوم بحاجة لمعجزة جديدة تعيد الاعتبار للإدارة والوظيفة العامة وتحافظ على كيانه موحدا حيث يطرح مؤتمر الحوار اليوم عددا من الحلول للقضية اليمنية أبرزها الفيدرالية.
– من الواجب الآن تهيئة اليمن للوضع الإداري الجديد بتطبيق عدد من البرامج التي تعزز من اللامركزية الإدارية على مستوى المحافظات والمؤسسات الحكومية استعدادا لتطبيق نظام الحكم الفيدرالي خلال السنوات الخمس القادمة على أقل تقدير وحتى لا يفشل مشروع الفيدرالية ليفتح هذا الفشل المجال أمام مشاريع أخرى كارثية.