للسواك فوائد صحية كثيرة أهمها وقف نمو البكتيريا في الفم
عبد الناصر الهلالي

عبد الناصر الهلالي –
على مدار أغلب ساعات اليوم يطوف الطفل محمد رضوان (13) عاما كثيرا من شوارع الأمانة لكي يبيع مساويك الأراك التي يكثر الطلب عليها في رمضان.
يصل سعر السواك الواحد في أيام وليالي رمضان (50) ريالا في أحسن الأحوال’وهذا يمكن الكثير من الناس الذين لا يجدون عملا من بيعها’ولا سيما في رمضان.
الطفل رضوان لا يعمل بأي شيء في غير رمضان’وكل ما يعمله هو بيع سواك الأراك في رمضان يقول :»أكسب كل يوم من هذا العمل (1000) ريال ’وأحيانا (1500) ريال».
في أسوأ الأحوال يكسب محمد في اليوم (800) ريال وهذا يكفي مصروف أسرته كما يقول.
محمد تبدو على وجهه ملامح الحزن والإرهاق’والتعب من كثرة المشاوير التي يقطعها في نهار رمضان وهو الشهر الذي يعمل فيه فقط كونه يأتي في أيام إجازة وبقية الشهور يدرس فيها.
سواك الأراك يفتح نافذة للرزق لكثير من أرباب الأسر في رمضان ’وغير رمضان ’غير أنه في رمضان يزيد الطلب على هذا النوع من التجارة البسيطة بحسب وصف وجدي علي- (28)عاما- بائع للسواك في رمضان’وغيره.
ويقول:»في رمضان يكون البيع أكثر وأغلب الأيام أنهي ما معي من سواك قبيل المغرب».
ويضيف: «صحيح أن هذا العمل تعب في رمضان لأني من قبل الظهر من كل يوم وأنا أمشي من شارع إلى شارع لبيعه».
قائد علي – (42) عاما- يجلس أمام المساجد لبيع السواك في رمضان’وفي غير رمضان يعمل في مهنة أخرى حسب متطلبات الناس في المواسم.
يقول قائد: «في رمضان نبيع السواك لأننا نكسب بعده ما يكفي مصاريف الأسرة».
قائد الذي يعول (خمسة) أطفال يعمل في بداية موسم الدراسة ببيع الدفاتر في أحد أرصفة شارع الدائري وعلى هذا يكسب قوته لكنه قبل ذلك يذهب في آخر رمضان لافتراش أحد أرصفة شارع هائل لبيع الإكسسوارات ويكسب منها مبالغ جيدة كما يقول.
الجميع في رمضان يطلبون سواك الأراك الذي يعتقدون أنه يزيل رائحة الفم في رمضان إذ تكون رائحة الفم قبيل المغرب نتنة بسبب الصوم لأن المعدة تكون في أمس الحاجة إلى الطعام وهذا يجعل رائحة الفم نتنة’لكنها عند الله تكون كرائحة المسك.
سواك الأراك يؤخذ من شجرة الأراك التي تنتشر على طول الشريط الساحلي لرأس عمران في عدن ورأس العارة في لحج حتى باب المندب في تعز وفي غير شريط ساحلي في اليمن.
شجرة الأراك تكون في اخضرار طوال العام وتأخذ شكل مظلة عندما تتدلى أغصانها إلى أسفلها ويؤخذ السواك من جذور تلك الأشجار بعد أن يحفر طالبوها بحثا عن الجذور التي تحمل في رحيقها فوائد كثيرة عند استخدامها بحسب الأطباء.
في زيارة سابقة لذلك الشريط الساحلي قبل ثماني سنوات أخبرني أهالي المنطقة أن الكثير ممن يبحثون عن سواك الأراك يوردونه إلى السعودية رغم أن منطقتي جازان ونجران يكثر فيهم انتشار شجرة الأراك بكثرة ناهيك عن أن أغلب المدن اليمنية تأخذ ما يكفيها من سواك الأراك من ذلك الشريط الساحلي وفي المدن القريبة كمدن ولحج يكون سواك الأراك في كامل فائدته لأنه لم يكن قد جف.
قبل أن يجف سواك الأراك يكون له لذعة محرقة للفم عند استخدامه ويقول الأطباء أن الفائدة تكمن في تلك اللذعة المحرقة.
ثبت علميا أن للسواك تأثيرا على وقف نمو البكتيريا بالفم وذلك بسبب وجود المادة التي تحتوي على كبريت.
وثبت أيضا أن مادة التراميثايل أمين تخفض من الأيدروجين للفم (وهو أحد العوامل الهامة لنمو الجراثيم) وبالتالي فإن فرصة نمو هذه الجراثيم تكون قليلة جدا
ويحتوي الأراك على فيتامين ج ومادة السيتوستيرول وهاتان المادتان من الأهمية بمكان في تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة وبذلك يتوفر وصول الدم إليها بالكمية الكافية علاوة على أهمية فيتامين ج في حماية اللثة من الالتهابات.
قال أبو حنيفة عن الأراك «هو أفضل ما استبيك به لأنه يفصح الكلام ويطلق اللسان ويطيب النكهة ويشهي الطعام وينقي الدماغ وأجود ما استعمل مبلولا بماء الورد». ويروى عن ابن عباس مرفوعا: في السواك عشر خصال: «يطيب الفم ويطهره ويشد اللثة ويذهب البلغم ويذهب الحفر ويفتح المعدة ويوافق السنة ويرضي الرب ويزيد في الحسنات ويفرح الملائكة».
وقال حذيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك. ويروى أن السواك يزيد الرجل فصاحة.