مرضى تحت رحمة “المواطير”
تحقيق أمل عبده الجندي

تحقيق/ أمل عبده الجندي –
هل يعقل أن تجرى عمليات جراحية تحت رحمة مولدات كهربائية تتعطل بين الحين والآخر أو تتعطل بسبب نقص لمادة الديزل أو البترول¿ الإجابة: نعم .. إن هذا يحدث في بعض
المستشفيات الحكومية والخاصة التي لا تحترم مهنتها للأسف الشديد والتي أيضا تعبث بالمريض كأنه قطعة قماش تفصله وتخيطه متى ما أرادت, يحدث هذا في ظل نفي متواصل لوزارة الصحة وأرجعت لأسباب فنية ولا علاقة لها بها حد وصفها.
أسماء علي ناصر تعاني من ورم في الدماغ وأثناء فتح رأسها وبدء العملية تعطل مولد المستشفى لأسباب فنية ما جعل من إكمال العملية أمرا صعبا للغاية وما كان من الدكتور حينها إلا أن بدأ يخيط رأس المريضة لحين ميسرة .. هذا ما يحدث في كثير من المستشفيات التي يذهب إليها المريض آملا في الشفاء تقول أسماء: هذه المرة الثانية التي أدخل فيها العمليات لكن انطفاء الكهرباء يجعل من اكتمالها أمرا صعبا للغاية خاصة وأن مولد الكهرباء المتواجد في المستشفى معطل لذا أشعر بالرعب خوفا من الكهرباء.
مشكلة أخرى تواجه المرضى جراء الكهرباء مع أجهزة التنفس الصناعية التي لا تعمل إلا بالكهرباء تقول والدة الطفل عمار إنه وبسبب نقص الأكسجين أثناء انقطاع الكهرباء كان المولد التابع للمستشفى معطلا مما تسبب في وفاة ابنها البالغ من العمر 11 عاما وفي النهاية قالوا قضاء وقدر.
تقول إحدى الممرضات إن ما يحدث لايسر عدوا ولا حبيبا فكثير من العمليات التي تجرى للمرضى لا يتم استكمالها إما لانقطاع الكهرباء أو لوجود عطل في المولد الكهربائي الخاص بالمستشفى بين الحين والآخر بسبب عدم صيانتها أو لنفاذ الوقود.
ويقول عاصم مشرف ممرض: للأسف إن ما يحدث داخل غرف عمليات المستشفيات هو انعدام للضمير الإنساني حيث أن هناك كثيرا من الحالات التي تتوفى بسبب استهتار الطبيب والمستشفى والقائمين على ذلك حيث لا توجد رقابة على هذه المستشفيات لأنه من الضروري عند إجراء أي عملية سواء صغرى أو كبرى أن تكون هناك مولدات كهربائية تعمل داخل
المستشفيات عند انطفاء الكهرباء تقوم هذه المولدات بالعمل تلقائيا لا أن تعمل فترة بسيطة وتتعطل أثناء إجراء العمليات كما هو حاصل الآن في كثير من المستشفيات.
الضحية المريض
من جهته يوضح الدكتور عبد الرحمن الحمادي أنه بسبب الفساد الحاصل في القطاع الصحي داخل المستشفيات ولابد على وزارة الصحة أن تطلع على كل ما يخص المريض وتعمل جاهدة
لأن ترتقي بأعمالها ولابد أن تكون العين المراقبة لكل ما يحدث داخل المستشفيات من استهتار بالمريض الذي يصبح هو الضحية.
أما التأثيرات التي قد تحدث في حال عدم اكتمال سير العمليات الجراحية فهذا مرده حجم العملية ومدى تأثرها كون هناك عمليات بسيطة لا تحمل تأثيرات سلبية بعدها لكنه بالمقابل هناك
عمليات كثيرة لا تنجح بسبب خطأ طبي أو أن المريض وصل في حالة متأخرة بالإضافة إلى التأثير السلبي في كمية البنج التي يتعرض لها المريض كل مرة وهذا يتطلب النظر بعين الرحمة
سواء من المستشفى أو الدكتور ويقع على عاتق وزارة الصحة الجزء الكبير تجاه هكذا قضايا التي يتحمل نتيجتها في الأول والأخير هو المريض.
ميزانية لا تكفي
كل هذا الأسى استدعى ذهابنا الى إدارة المنشآت الطبية بوزارة الصحة العامة والسكان وقد أصابتني الدهشة لما سمعت من كثير من المسؤولين الذين ينفون مسؤوليتهم تجاه ما يحدث
داخل المستشفيات من استهتار بحياة المريض الذي لا حول له ولا قوة ويرجعون أسباب ذلك إلى أن إدارة المستشفيات لا تقوم بعملها على أكمل وجه بالإضافة إلى أن ميزانية بعض
المستشفيات ضئيلة حيث لا تمكنها من شراء مولدات جديدة.
دور غائب
السؤال: أين دور منظمات حقوق الإنسان في ما يحدث داخل المستشفيات الحكومية والخاصة من العمليات الجراحية التي تجرى للمرضى دون توفر شروط السلامة حيث إنه بعد البدء
بالعملية إما تنطفئ الكهرباء أو أن المولدات عطلانة حينها يتم تخييط مكان العملية وإعادة المريض إلى غرفة الرقود حتى إشعار آخر حيث تقول تأكيدات لمرضى أن بعضهم تم فتح مكان العملية له من مرتين إلى ثلاث مرات بسبب الاستهتار الحاد داخل المستشفيات خصوصا انقطاع الكهرباء والمولدات الكهربائية التي تتعطل بين الفينة والأخرى وقد لا تكون هناك عمليات لها أضرار جسيمة ولكن بالمقابل هناك عمليات لابد أن تستكمل حتى نهايتها لكن لا حياة لمن تنادي فهناك حالات وفاة تحدث بين اللحظة والأخرى ولأنهم أناس مغلوبين على أمرهم فالرقابة
غائبة عنهم تماما ولا أحد ينظر إليهم.