الأم زبيبة

أحمد غراب


أحمد غراب –
حشرة صغيرة تظهر قبل موسم العنب كنا نتفاءل بها ونحن أطفال ما بها سخى نقولها حشرة فهي ألطف من ان نطلق عليها هذا الوصف.
قصة عشق أزلية تلك التي تربط بين العنب واليمن فعنب اليمن كان مضرب المثل في الربح والخسارة حتى قيل ” لا طال بلح الشام ولاعنب اليمن” .
أغنية تربينا عليها كنا نسمعها كل صباح في إذاعة صنعاء بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا فهل مازال اليمن بيت العز وهل مازالت العنبة عنبتنا ¿!
يقول الفلاحون ان العنب لكي يكون رائعا يحتاج إلى أن تلفحه موجة ” ضريب ” فهل يمتحن العنب بالرياح الباردة مثلما يمتحن الذهب بالنار وهل تنبثق عناقيد العنب المتلألئة من وسط الهجوة والغبار كما تلمع شذرات الذهب من لهب النار كما يخرج الألماس من الفحم وكذلك سيخرج اليمن من غفوته بإذن الله.
عودة إلى أمي زبيبة كما نحتاج إلى أن نكون كنا مثل أمي زبيبة نبشر ولاننفر نبتسم ولانكشر نتفاءل ولانتشاءم كم نحتاج إلى أن يكون وجودنا كوجودها بشارة بخير وأمل قادم وعناقيد منبثقة.
العجيب فينا نحن اليمنيين أن نسيس كل شيء حتى الأغاني يعني مثلا لو نزلت اغنية يازارعين العنب ما بتبيعونه في الفايسبوك هذه الأيام سيتم تأويلها بما لايقل عن ثلاث اربع نظريات سياسية .
ولو نزلت أغنية صبحونا بلس ستجد نفسك أمام برنامج سياسي اسمه ما وراء الأغنية والى ماذا يرمز البلس وهل المقصود بلس الروم أم بلس الفرنجة ¿ وهل الأغنية تحمل دعوة صريحة للدول المبلسة العظمى يجوا يبلسوا في اليمن وليس بعيدا أن تندلع أزمة بلسية لا أقول دبلوماسية تقود إلى تدخلات أطلسية وكل هذا بسبب أغنية نزلتها في ظرف معين يبدو الجميع فيه مشحون سياسيا وكل يحسب انه المقصود بأي منشور يقرأه أو أغنية يسمعها.
والحاصل باختصار ان هناك نوعين من البشارة في اليمن الأولى ايجابية وهي ام زبيبة التي تظهر لتبشر بموسم العنب والثانية سلبية وهي النسة التي تظهر على القات والأخيرة اختفت تماما مع دخول أطنان المبيدات واستخدامها في سقي القات سمعت مزارع واحد يقول انه يشتري سنويا بخمسمائة ألف ريال مبيدات للقات هذا وما معه إلا جربة بمساحة صغيرة فكيف بغيره ¿! ويقال ان الصين صنعت بخاخ اخضر للمزارعين اليمنيين اسمه فليت النسة يعني بعدما يسمموا القات يرشوه بالنسة الخضراء الصيني.
خليكم على الأم زبيبة والعنب الرازقي ..
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي