نموذج لحركة السير قبيل الإفطار في العاصمة
كتبوائل شرحة

كتب/وائل شرحة –
الساعة السادسة من مساء الأحد كان موعد وصولنا «أنا وزميلي المصور» إلى جولة الحباري الواقعة وسط منطقة الحصبة بأمانة العاصمة في مهمة صحفية نخرج من خلالها بمادة تحريرية وصفية لحركة السير في إحدى جولات العاصمة أثناء المغرب وكذا مشاركة رجال المرور الإفطار.
حركة السير في ذلك الوقت جعلت المادة التحريرية عنصرا مساعدا للصورة التي فرضها الواقع الحاصل في الجولة بأن تكون العنصر الرئيسي لهذه المادة.. وهناك يتخلى رجال المرور عن متعة الإفطار مع عوائلهم.. ويتفرغون لتنظيم حركة السير التي شهدت في هذا الوقت ازدحاما.
الجولة في الساعة السادسة مساء كانت شبيهة بموقف خاص لإحدى صالات الأفراح الكبيرة التي يتجاوز موقفها مئات الأمتار.. كان هناك فرق بين الموقف والجولة, يقتصر على التوقف الإجباري وغير الإرادي من قبل السائقين وكذلك ارتفاع أبواق السيارات التي أطفأها أصحابها واستسلموا للواقع المحيط بهم من شل حركة السير.
الشمس كانت تنسحب ببط من سماء العاصمة صنعاء ورجل المرور واقف في موقعه «مظلة الدوار» يبذل كل ما لديه من قدرات وإمكانيات لإنهاء الصورة السيئة وإسكات أصوات الأبواق التي أزعجت السكان المجاورين والمارة وربما أصحابها أيضا.. توزع رجال المرور السبعة المتواجدين في نفس الموقع على كل جوانب الجولة .. ليهزموا الظروف ويخففوا بإشارات أيديهم شبه معركة واقعة بين أربع جبهات «أربع اتجاهات في الجولة».. قبل أن يرتفع صوت المآذن الذي انطلق من صومعة الجامع ليضع حدا لتلك المعركة عند الساعة الـ6:45 مساء لتصبح الحركة أكثر هدوءا وانتظاما بشكل مثالي, يفسده فقط الاستعجال في قيادة السيارات الذي يؤدي إلى ارتكاب تجاوزات لقواعد المرور.
في ظل دقائق سريعة يسابقها الصائمون إلى موائد الإفطار, ثمة مشهد يبعث الأمل في النفوس.
هناك حيث يستغني رجال المرور عن متعة الإفطار مع عوائلهم في سبيل الحفاظ غلى حياة الآخرين من خلال البقاء في أماكنهم.. عندما يكتفي كل فرد بنصف نفر رز وقارورة ماء وعلبة زبادي وعدد من حبات السمبوسة توزعها عليهم الإدارة العامة لشرطة السير بالاتفاق مع أحد المطاعم
وقت صلاة المغرب تصبح الجولة شبه خاليه من السيارات والمحلات التجارية والمارة أيضا فلا صوت يرتفع غير الأصوات القادمة من المساجد.
تبدأ الحركة باستعادة نشاطها تدريجيا من الساعة السابعة مساء.. وفي الثامنة تعود الأصوات وتستأنف الاتجاهات الأربعة معركتها من جديد.. في هذا الوقت لم يعد بإمكاننا البقاء في ساحة المعركة لوقت أطول.. كان يجب علينا العودة من حيث أتينا «مقر الصحيفة» لنضع بين يديك عزيز القارئ صورة شبه متكاملة لتلك اللحظات, رسمها القلم والعدسة.
تصوير/ صالح مقلم