طارق …..
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
لحظة أن جلست إلى ذلك الكرسي لاحظت أن ثمة ساعة مدلاة تحت الماسة الضخمة التي تكومت عليها ملفات كثيرة, هي كما قال من كان أمامي : هي موازنات كل الجهات الرسمية على مستوى الجمهورية, كنت قد رفعت صوتي : ايش هذه عبوة ناسفة تحت الماسة, قال احدهم : بل هي ساعة طارق , وطارق دائما ما يفاجأ بأحدهم : صباح الخير , يرد طارق الاغبري : أيش من صباح الخير , يرد صاحب التحية: قد الساعة ثمان يا أستاذ وأنت لا زلت هنا , يكون مدير عام الميزانية قد مر عليه وقت طويل من الثالثة عصر اليوم الماضي لا يحس بمروره ,بل يظل منهمكا بين الورق وميزانية الجهات, وهكذا كل عام! بلا كلل ولا ملل ,و حين يحدثك أي عارف عن قطاع الوحدات التابع لوزارة المالية لا يمكن أن يمر المتحدث هكذا بدون أن يقف طويلا امام هذا الاسم ( طارق الأغبري – أرجو أن لا يكون قد ابعد من مكانه لكفاءته – وكما قلت هنا حين أشرت إلى فكري العريقي ومكلين وغيرهما فهذه البلاد بها من الكفاءات ما يكفي ويفيض , فقط مشكلتنا أننا وصلنا إلى زمن صار لا مكان فيها إلا لمن لديه مندوب عند الفرزة! زمن صار فيه الكفؤ وغير الكفؤ يقفان في نفس المكان , لا يميزهما شيء سوى تميز غير الكفؤ بالواسطة التي ترفعه فترى احدهم يقف في نفس المكان فتدري انه الكفؤ من لا واسطة له في أي مقيل! ولذلك أخاف أن يكون الأغبري قد ركن – بضم الراء وكسر الكاف – مثل سيارة أبي القديمة اللاندروفر! والشيء الذي يميز أمثال الاغبري وهو على رأسهم انهم يخدمونك يقدمون لك الحلول – وأنا جربته – بدون أن يشترط عليك ولا يأخذ منك , وكلما كنت مقنعا كان متجاوبا وبأدب جم, بل يقترح الحلول من أجلك ومن اجل المؤسسة التي تمثلها وهكذا كانت علاقتنا به و هناك أسماء أخرى يشار إليها بالاحترام . حين اكتب عن طارق فمن أجل آخرين أيضا يوجدون في كل الأجهزة والمؤسسات لا احد يدري بهم لأن الفساد غطى بترابه على الجميع , ولذلك افعل ما تفعل فلن يحس بك احد , لأن لا تقييم ولا تقدير وكله مثل كله , ولذلك يصير الكل مثل الكل ويتوه أمثال فكري العريقي وطارق ومكلين وعبد الباقي نعمان وإبراهيم عبد الحبيب !, أنا هنا لا اكتب لغرض شخصي فقد انتفت الحاجة ربما وصارت الكتابة واجبا من اجل هؤلاء الذين علينا أن نقول لهم: شكرا, وندرك أن شكرنا قد يراه كثيرون أولئك الذين يحسبون كل القيم بالمال , كأن يقول لك أحدهم: بو بيس أما شكرك فخليه لك! قلت يا صاحبي أنا لا أملك غير الشكر والتقدير أقدمه لمن يستحقه , ولطارق الأغبري أينما يكون في القطاع أو في البيت نرفع ليس قبعاتنا فقد نتهم با ( لنصرنه ) بل نرفع كوافينا احتراما لك وتقديرا لأمثالك في كل مكان وهي بضاعتنا يا صاحبي …لعل وعسى.