الكاريكاتير ابتسامة الديمقرافية

فضل العقيلي

 - حينما نقول ان تجربة وتطور فن الكاريكاتير تعترف بالديمقراطية كنظام سياسي قائم على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر فإنما نعني أن هذا التطور الذي شهده فن الكاريكاتير خلال تجربته الماضية يرتبط ارتباطا اساسيا بمسا
فضل العقيلي –
حينما نقول ان تجربة وتطور فن الكاريكاتير تعترف بالديمقراطية كنظام سياسي قائم على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر فإنما نعني أن هذا التطور الذي شهده فن الكاريكاتير خلال تجربته الماضية يرتبط ارتباطا اساسيا بمساحة الحرية الفكرية التي وفرتها الأجواء الديمقراطية والتي لم تكن متوفرة من قبل باعتبار أن هذا الفن الابداعي الناقد وما يمثله من جذب مباشر للأذهان بالإضافة إلى تأثيره وسرعته الفائقة في الانتشار بين الأوساط الشعبية والجماهيرية بجد في النظام السياسي الديمقراطي لتطوره وازدهاره.
بيد أن هذا لا يلغي بأي حال من الأحوال تلك المحطات التي شهد فيها فن الكاريكاتير مخاضاته وإرهاصاته التاريخية والتي تمثل التراكم المعرفي والخبرة المكتسبة للفنانين الذين وضعوا بصماتهم الأولى في إنتاج الفن الكاريكاتوري لأن العملية الإبداعية تتواصل باستمرار الذين أبدعوا خلال المرحلة التي سبقت المرحلة الراهنة هم أنفسهم الفنانون الذين شكلوا نواة المرحلة بعد قيام الوحدة والديمقراطية.
وفي تلك الظروف العصيبة التي مر بها كان لفن الكاريكاتير دور وحدوي متميز حيث أبلى فنانونا من خلال تلك الرسومات الكاريكاتورية بلاء حسنا وذلك من خلال ما قاموا به من أعمال ابداعية.. رائعة عكست المستوى الفني الرفيع للفنانين الكاريكاتورن ونستطيع القول ان الكاريكاتير وخاصة الملتزم بخط الدفاع عن الوحدة قد تمكن من الحاق الهزائم المعنوية برموز الانفصال خلال الظروف العصيبة التي شهدتها الوحدة.
لقد شهد فن الكاريكاتير خلال الثلاثة والعشرين عاما الماضية تطورا ملحوظا في الانتشار وازدياد مساحته بشقيها الرأسي والأفقي ويتمثل ذلك التزايد المستمر الذي تشهده الإصدارات لعدد من الصحف الحزبية والأهلية والتعدد والتنوع الذي تميزت به تلك الإصدارات في ظل التعددية والذي تمثل الحاضن لكل المبدعين في كافة الأعمال الإبداعية.
حيث ان تنوع وتعدد تلك الإصدارات التي شهدتها بلادنا خلال الفترة الماضية شكلت الرافد الحقيقي لانتشار الرسومات الكاريكاتورية على مستوى الوطن وخارجه بما في ذلك مساهمة الوسائل الإعلامية الأخرى وفي مقدمتها الفضائيات اليمنية وقد برز عدد من الفنانين الكاريكاتوريين خلال إقامة المعارض وهي في الحقيقة تعتبر تجارب جديدة بل وكان اول معرض للكاريكاتير اقيم بعد قيام الوحدة واقامته نقابة الصحفيين اليمنيين عام 1993م بعنوان الكاريكاتير ابتسامة الديمقراطية ومثل نقلة نوعية في ابراز الانجازات المحققة اجمالا لفن الكاريكاتير وممالا جدال فيه ان الكاريكاتير كفن صحفي ناقد متعدد الأهداف استطاع خلال الثلاثة والعشرين عاما الماضية ان يلعب دورا كبيرا في التغيير فهو اي الكاريكاتير ذو صبغتين الأولى سياسية والثانية اجتماعية لذلك استطاع الكاريكاتير نقد الظواهر والممارسات السلبية والاسهام الفعال في نقد لاعوجاج الذي يبرز هنا أوهناك في سياق النشاط العام للدولة والمجتمع.
والحقيقة ان فن الكاريكاتير حقق انجازات كثيرة خلال الفترة الماضية ولكي يتواصل العطاء والابداع ينبغي الاهتمام بالمبدعين لفن الكاريكاتير وهي فرصة مناسبة لإنجاز هدف نقابي بتنظيم الكاريكاتورين في رابطة يتم التحضير لإنشائها في هذه المناسبات الوطنية بمرور ثلاثة وعشرين عاما على إعادة توحيد الوطن وانطلاق الديمقراطية بتحقيق الهدف النقابي الذي ينتظره المبدعون الكاريكاريون بفارغ الصبر.

قد يعجبك ايضا