(غبار.. لم تنته من كتابته الريح) مليء بالإيحاءات والصور الجمالية
عبدالرحمن سيف اسماعيل
عبدالرحمن سيف اسماعيل –
• الإبداع دائما يعبر عن نفسه بأساليب ووسائل مختلفة وها هو ذا المبدع المتألق دوما محمد القعود صاحب فكرة إنزال الثقافة من أبراجها العليا إلى المقاهي والأسواق الشعبية بدءا بمقهى مدهش الذي احتضن قبل أكثر من شهر ثاني فعالية مع مبدع اخر من مبدعي المستقبل الذي بدأ بشروقه فجرا مع شاب تلمس طريقه المحفوف بالمصاعب وولج إلى الصباح مبدعا جميلا وهو المبدع زياد المحسن الذي تلا للجمهور المحتشد ما تيسر من جمالياته وكنوزه المرجانية واللؤلؤية وأحلامه الوردية النبيلة في ديوانه الثاني.. «غبار لم تنته من كتابته الريح».
وللفعالية روعتان روعة المكان وطبيعته الشعبية وروعة الالقاء ومخارج الحروف والمنتدى بحد ذاته بداية للتأصيل وإعطاء الثقافة مضمونها الشعبي أي أن شاعرنا زياد أبدع مرتين:
الأولى عندما كتب القصيدة والثانية عندما القى القصيدة بأسلوب الفنان المتميز الأصيل الذي استطاع بوعيه وإدراكه أن يصطاد بفرشته السحرية جمالية الكون وبعيون الطبيعة ذاتها والإبداع والتألق.
بإلقائه المتميز أعاد خلق القصيدة والقصيدة عنده عبارة عن فسيفسات وصور جمالية متصلة بالمكان والزمان.. تحمل مضامين فلسفية ووجدانية رائعة.
استطاع شاعرنا بوعيه الكبير وتجربته الصغيرة أن يختزل فيها تاريخ القصيدة العربية منذ أن ولدت في رمال الصحراء إلى أن أصبحت منتجا عصريا تتعاطى مع أكثر الأدوات تقنية وتقدما.
وقد أحسن الأديب والناقد عبدالرقيب الوصابي اختزال تجربة هذا الشاعر المتألق باعتباره مجددا للمفردات الشعرية والجمالية وخالقا للجمال الوجداني.
فقد استطاع توظيف مفردات قرآنية وأخرى في القاموس الشعري العربي في سياق النص الشعري مستفيدا من ثقافة العصر واستطاع الوصابي بحسه وحدسه الناقد وافقه الواسع الذي أذهل الحضور أن يكشف عن جذور إبداع المحسن المتصل بإبداع المتنبي وبالمثل اعتبر الناقد علوان مهدي الجيلاني أن هذا المبدع ظاهرة إبداعية أصيلة لها أسلوبها ومفرداتها الجديدة.