الوحدة اليمنية في‮ ‬وجدان المثقفين

عبدالكريم المدي

مقالة


عبدالكريم المدي –

مقالة

‬قبل أن‮ ‬يرفع علم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في‮ ‬صباح الــ(‮٢٢‬مايو‮ ‬1990م بساحة القصر الجمهوري‮ ‬بمدينة عدن معلنا ميلاد الحلم الأكبر‮.. ‬الذي‮ ‬ظل معزوفة اليمنيين وربيع سعادتهم الأجمل‮.‬
كانت قد سبقت تلك اللحظات الفارقة والمشهودة في‮ ‬التاريخ اليمني‮ ‬العديد من المحطات والمباحثات والأحداث والمخاضات التي‮ ‬سايرت اليمنيين‮.. ‬وربما أنها كانت‮.. ‬بصورة أكثر حضورا‮ ‬وإرتباطا‮ ‬بمجمل سلوكياتهم وتطلعاتهم وأفكارهم‮.. ‬منذ الأيام الأولى للثورة اليمنية المجيدة‮ »‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م و14أكتوبر‮ ‬1963م‮« ‬التي‮ ‬كان من أهم أهدافها هو‮: »‬العمل على تحقيق الوحدة اليمنية في‮ ‬نطاق الوحدة العربية الشاملة‮«.‬

ورغم أن اليمنيين في‮ ‬شمال الوطن وجنوبه‮.. ‬وشرقه وغربه وجزره كانوا تواقين كثيرا‮ ‬لليوم الذي‮ ‬سيعلن فيه إعادة تحقيق وحدتهم الوطنية‮.. ‬إلا أنه لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يغفل المرء التحديات والصعوبات التي‮ ‬واجهت تحقيق ذلك المنجز التاريخي‮.. ‬المشروع‮.. ‬الإستثنائي‮ ‬في‮ ‬حياة الأمة العربية جمعاء‮.. ‬ولعل المواجهات العسكرية في‮ ‬مطلع وأواخر سبعينيات القرن المنصرم والتي‮ ‬شقت صدور اليمنيين كافة‮.. ‬كانت هي‮ ‬أصعب وأقسى التجارب والتحديات والاحتمالات المفزعة والمرعبة‮.. ‬التي‮ ‬واجهت مسيرة تحقيق الوحدة‮/ ‬الحلم‮/ ‬المصير‮.. ‬هذا من جهة ومن جهة ثانية ربما أنها‮ – ‬أيضا‮- ‬حثت عليها وجعلت اليمنيين أمام خيار وحيد هو‮ »‬إعادة تحقيق وحدتهم‮..«‬
إضافة للتدخلات الخارجية التي‮ ‬مارستها قوى عدة كانت ترى في‮ ‬بقاء اليمن مجزأة‮.. ‬مصلحة لها‮.. ‬سيما الإستعمار البريطاني‮ ‬الذي‮ ‬حاول بكل ما‮ ‬يمتلك من وسائل وإمكانات أن‮ ‬يمسخ هوية الشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬الجنوب‮.. ‬معتقدا‮ ‬أن آلاف السنين من التاريخ والحضارة والثقافة اليمنية الواحدة والمشتركة سوف تطمس بتلك البساطة‮.‬
وأغلب الظن أن المستعمر البريطاني‮ ‬لم‮ ‬يكن ساسته ومنظروه قد قرأوا التاريخ الإنساني‮ ‬المشترك‮ »‬السياسي‮- ‬الاجتماعي‮- ‬الثقافي‮- ‬الأدبي‮« ‬للشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬الجنوب والشمال‮.. ‬وتعتقد أن قراءة واحدة لبيت شعري‮ ‬واحد للشاعر اليمني‮ ‬الحضرمي‮.. ‬الكندي‮ .. ‬الأشهر في‮ ‬تاريخ الأدب العربي‮ »‬أمرئ القيس بن حجر ابن معاوية ابن الحارث ابن معاوية‮.. ‬الذي‮ ‬يمتد نسبه العربي‮ ‬إلى‮ »‬كندة‮« ‬والهجرين في‮ ‬حضرموت‮ – ‬اليمن الذي‮ ‬قال قبل الإسلام ربما بأكثر من‮ »‬100‮«‬عام‮.‬
دمون إنا معشر‮ ‬يمانون‮❊❊ ‬وإننا لأهلنا محبون‮..‬
فلو قرأوا البيت السابق‮- ‬على سبيل المثال‮- ‬لكان ذلك كفيلا‮ ‬بتغير طريقة تعاملهم وإصرارهم في‮ ‬طمس وسلب الهوية اليمنية من اليمنيين في‮ ‬جنوب الوطن‮.. ‬الذي‮ ‬كان حينذاك‮ ‬يرزح تحت وطأة آلتهم الاستعمارية البغيضة‮.‬
وتأسيسا‮ ‬على ما سبق‮ ‬يمكن القول إن إرادة اليمنيين في‮ ‬الوحدة والثورة والنضال ظلت في‮ ‬جميع المراحل وفي‮ ‬أقسى الظروف هي‮ ‬الأبرز والحاضرة بقوة في‮ ‬الفعل الثقافي‮ ‬والسياسي‮ ‬والجماهيري‮ ‬والإبداعي‮ ‬والفني‮.&#

قد يعجبك ايضا