زي الزفت..!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
أجمل رسالة وأكثرها عمقا رسالة الفيديو التي بعثها إلى اليمني السوداني أو العكس محمد الربوعي من لا يزال ذا نفس هو واحمد النصيري كالذهب لم تغير هما الأيام.
شغلت الفيديو الرسالة فإذا بها جزء من محاضرة لعالم سوداني أول ما لفت سمعي جمال لغته , وشيء فشيء أسلوبه, وقدرته على إيصال رسالته من أقصر طريق , وما جعلني استمع إليها مرات ومرات الحال الذي نعانيه ويشبه في كل تفاصيله ما يتحدث عنه وفيه الرجل, قال: – وأنا هنا اختصر بطريقتي – ما من واحد تلقاه إلا وتسأله عن حال الدنيا إلا ويجيبك فورا: زي الزفت, كان الرجل يتحدث عن بوارق الأمل وما يحثنا عليه ديننا من ضرورة التمسك بالأمل مهما قست الحياة, لكنه يقول ضاحكا محببا لمستمعيه: كل من لاقيت يشكو دهره .. هذه الدنيا لمن! مافي زول يقلك أنا كويس, واحد كاتب على سيارته المكسرة بالسوداني أو المشقدفة باليمني ويحمل بها ركاب أكيد يتفدي لهم مثل العم عبد اللطيف في حوض الأشراف بتعز, يكتب السوداني المتعب والزهقان (يا مالك الجود والعطاء … أما تزيده وأما تزعطا)!, ونحن لا يمكن لك أن تسأل أي أحد تلتقيه: كيف الحال ¿ فيكون الجواب المعتاد: زي الزفت, ونضيف إليها ما هو معتاد أيضا: يلعن أبوها بلد!, يواصل الزول: بوارق أمل على مستوى الأفراد الذين أحاطت بهم الهموم الشخصية وأصابتهم الفتن والهموم الفردية, فما من أحد إلا ويعاني , كل يشكو دهره .. هذه الدنيا لمن¿: (الغنيانين يقولك: السوق واقف وما في سيوله .. الفقرانين يقول لك: دي حياة دي عيشه .. كل من لاقيت يشكو دهره …هذه الدنيا لمن , تذهب إلى أي ديوان لتخفف عن نفسك , لتسمع الجديد فإذا بك تعود محمل بشوالات من الهموم والشتائم وعدم الرضى عن كل شيء والفاسدين أيضا يشتكون أن الحال لم يعد كما كان بينما هو بالنسبة لهم أحسن مما كان , لا تجد أحد ولا نفسك يقول: ثمة أمر طيب هنا وهناك , ولو أردتم الصدق أيضا ما الذي يمكن أن يقوله الإنسان حين يرى قضية أمان والخطيب وهي تميع كل يوم , وهاهي جريمة قتل سام المعلمي ستنضم إلى القافلة, فتسمع من يقول : هيا كيف وأيش تشتينا نقول!, ماذا يمكن للمرء والأمر كذلك أن يقول¿ قولوا انتم!.