بداية باتحاد دول الخليج العربية

حسن أحمد اللوزي

 -  عندما يحتفل الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بذكرى قيام مجلس التعاون لا نعتقد أنهم وحدهم الذين تعنيهم هذه المناسبة الإقليمية الجليلة ¿! وأن ما تحقق من منجزات
حسن أحمد اللوزي –

< عندما يحتفل الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بذكرى قيام مجلس التعاون لا نعتقد أنهم وحدهم الذين تعنيهم هذه المناسبة الإقليمية الجليلة ¿! وأن ما تحقق من منجزات طوال هذه المسيرة التاريخية المهمة هو رصيد يخص الدول الست دون غيرها¿!
لا شك أن الأمر أكبر والاحتفال لا يخص الإقليم لوحده وإنما هو مرتبط بمصير أعظم ينتظر دول شبه الجزيرة العربية بكاملها بامتدادها شرقا إلى بلاد الرافدين وشمالأ إلى الهلال الخصيب!!
هذه الرؤية الجغرافية في صورتها المباشرة تقول ذلك أما ما تعنيه هذه الجغرافيا وما تحمله وما تعد به فهو شيء أكثر أهمية وأكبر خطورة وأعظم إثمارا لأنه يتصل عقيديا وبشريا وطبيعيا وجغرافية وتاريخا وثقافة وأرومة وحضارة بالأمة العربية كلها ! فإذا ساقنا الحلم القريب إلى قيام اتحاد دول الخليج العربية كما دعا إلى ذلك قبل عامين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة وأستجاب لذلك قادة دول مجلس التعاون وأكدوا على ذلك في قرارتهم الأخيرة والتي نتمنى لها النجاح الكامل فإنه حتما يدفع بنا في كافة الدول في الإقليم إلى التطلع لإقامة اتحاد دول شبه الجزيرة العربية وخاصة وقد قدم لنا المنجز الماثل تجربة عملية لإقامة اتحاد الدول العربية.
ومع ظننا الجازم بأن عقيدة الوحدة وفكرة الاتحاد إيمان راسخ وقوي لدى كافة القيادات العربية في دول مجلس التعاون العربية والاقطار الأخرى في هذا الإقليم بل وعلى الأرض العربية عموما فإن المطلوب حتما هو السير قدما في تحقيق هذه الغاية المصيرية في عالم الاتحادات الكبيرة والفاعلة. أما ما ينقصنا فهو الكثير¿! بداية من عدم الجدية في مواجهة المعوقات وعدم الإصرار على التغلب على المخاوف¿! وعدم الثقة في بعضنا البعض¿! وصولا لأهم ما في المعوقات الجزء الجوهري ونعني به ما يتصل بمعوقات النهوض العربي في كافة الأقطار العربية وهذا ما سوف نتناوله في يوميات قادمة بإذن الله ولكن نبقى في هذه اللحظة مع هذه الوثبة الإنجازية الوحدوية المهمة بدلالاتها العظيمة التي جاءت في لحظة تاريخية مهمة استجابت لتحديات كبيرة انتصبت أمام دول المجلس وكانت بحاجة ماسة لمثل هذا الإنجاز الذي مثل مكتسبا كبيرا بحق لكافة دول الخليج العربية وأقام مظلة قوية من الاطمئنان مازال يجري خرقها بين حين وآخر!! لكنه في العمق يظل مكسبا لحركة التطور في العمل السياسي العربي الجمعي لأنه يقدم أنموذجا مقبولا لدى المنتمين اليه ولا يفصلهم أبدا عن التجمع الأكبر الذي مازال يترنح “الجامعة العربية” وعندما تم إنشاء مجلس التعاون العربي والاتحاد المغاربي كان الهدف الأسمى هو البحث عن تكوينات جماعية تكون أكثر فاعلية وأقدر على التعاطي مع التحديات التي عجزت الجامعة العربية عن أن تتعاطى معها أو توفر الأسباب العملية المؤدية للخوض فيها وكان الخطر الذي بدا واضحا هو إمكانية تحول تلك التجمعات إلى تحالفات سلبية تتعارض مع أهداف الجامعة العربية وتطلعات الأمة العربية وكانت الإيجابية الوحيدة أن التجمعين مجلس التعاون العربي والاتحاد المغاربي لم يقوما أساسا على فكرة الأنظمة المتماثلة فكان القطر الجمهوري إلى جانب القطر الملكي سواء بسواء!! على غرار ما هو قائم في الجامعة العربية ولكن التجربتين ذهبتا أدراج الرياح للعديد من الأسباب التي لا مجال هنا لاستدعائها وبقيت هذه التجربة الحية “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” نموذجا صامدا وفاعلا وقابلا للتطور وهي تجربة نحتفل بها جميعا ونحن نتطلع إلى تطويرها وإطلاق قدراتها على استيعاب ما تبقى ولا نعني بلادنا فحسب تجاوزا لفكرة الأنظمة المتماثلة التي ذوبتها معطيات الحياة الإنسانية الجديدة والتي تنظر إلى محتوى النظام السياسي وليس إلى شكله كما بالنسبة لفرنسا وبريطانيا أو هولندا وألمانيا أنظروا إلى التشكيلة البديعة لدول الاتحاد الأوروبي¿! هل نستنجد بالوشائج العقيدية والعروبية والتاريخية¿ أم بقيم الجوار الحميم والأخوة والأواصر الاجتماعية¿ أم بروابط العمود الفقري الجغرافي وصلات الجبال والماء والصحراء وعروق الثروات الطبيعية المتداخلة أم بدوافع الشراكة الإنسانية والمصالح الإقليمية المشتركة¿ أم بتحديات الوجود والبقاء والأمن والاستقرار¿ وربما كما تمليها وحدة المصير على سعة الجغرافيا الواحدة!! ولنا في ذلك حديث قد يطول والله ولي التوفيق.
اليقين الوحيد:
لكي لا يضيع احتمال النجاة
ويسطو على بسمة الروح داء الشجار
لكي لا يدوم اجترار الدوار
وينعق طير الغبار
وترتاض في

قد يعجبك ايضا