أخطر نامس في العالم

أحمد غراب


أحمد غراب –
في مثل هذه الايام ايام الحمى ينتشر النامس في المحافظات الحارة.
كنت اعتقد ان اخطر نامس موجود في كيلو 16 بالحديدة فنابه الذي يمتص به الدماء اشبه برمح غساني كما انه يخدرك فلا تشعر به الا بعد ان يكون قد قضى حاجته.
لكنني اكتشفت بالمصادفة ان هناك نامسا أشد وأخطر منه فأهالي مارب والمتضررون من هجمات الطائرات بدون طيار صاروا يطلقون على طائرات الاستطلاع التي تجوب بين الحين والاخر فتثير الرعب في نفوس الناس اسم ” النامس الاميركي “.
وصاب التي لم يصلها مشروع واحد منذ قيام الثورة وبالكاد تصلها السيارة الشاص وصلتها الطائرات بدون طيار.
وعلى قولة احد الاصدقاء في الفايسبوك حتى البقر قد فيهن فجيعة من هذه الطائرات كلما شعرت بها تجدها تتقافز وكأنها ملدوغة.
ولكم أن تشاهدوا الأثر المفزع الذي تسببت به الضربات للمزارعين ليس في وصاب فقط بل وفي العديد من المناطق التي طالتها تلك الهجمات.
وإذا كان المثل اليمني يقول من استحى من بنت عمه ما حبلت ولا ولدت فليس من المعقول ان تستحوا من اميركا وما تقدروا تقولوا لها يا اميركا ضرباتك لها اثر عكسي وفي احيان كثيرة تعاني من الحول فتصيب الابرياء وطبعا ليس من المعقول ان يسقط ضحايا من المدنيين وانت تقول إلا يا مرحبا بش وبأهلش وبالطيارة بدون طيار ذي رحل بش.
شاهدنا احد الشباب اليمنيين وهو يدلي شهادته امام الكونجرس الاميركي بخصوص ضربات النامس الاميركي وتحدث الشاب بشفافية نفتقدها لدى الكثير من المسؤولين اليمنيين عن تداعيات هجمات الطائرات بدون طيار والآثار العكسية التي تتسبب بها.
الشهادة التي قدمها الكاتب والناشط فارع المسلمي لاقت صدى واسعا على مستوى الرأي العام الأميركي خصوصا انها المرة الاولى في تاريخ الكونغرس الأميركي يلقي فيها يمني كلمة أمامه.
المسلمي -الذي أتى من منطقة ريفية في مديرية “وصاب” روى ما تعرضت له قريته قبل ستة أيام من ضربة جوية لطائرة بدون طيار قتلت خمسة أشخاص بدعوى انتمائهم لتنظيم القاعدة.
وانتقد المسلمي هذه العملية كغيرها من عمليات الطائرات بدون طيار لأن هذه الضربات تخلف الرعب وتقتل المدنيين الأبرياء.
وقال المسلمي ” إن انتماء حميد الردمي – الذي قتل مع مرافقيه الأربعة جراء الضربة الأخيرة- إلى القاعدة هو أمر غير مؤكد وأن الكثير من الناس في المنطقة يعرف الردمي وأنه لم يكن متخفيا وكان من السهل جدا أن تلقي السلطات اليمنية القبض عليه إن كان مطلوبا أمنيا بدلا من استخدام الطائرة بدون طيار التي خلفت غضبا شديدا في أوساط أهالي المنطقة وأظهرت مشاعر كراهية شديدة لأميركا”.
وكان من اجمل ما طرحه المسلمي مطالبته بدفع تعويضات للمتضررين من ضربات الطائرات بلا طيار في اليمن وبناء مدارس ومستشفيات ومشاريع حيوية لليمنيين بدلا من الضربات الجوية.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي