إقفال الشوارع وجهود المرور في تصريف الحركة المرورية

عبدالله علي عبدالله النويرة

 - 
كان يوم الأحد 30/6/2013م يوما للاختناقات المرورية بامتياز ذلك أن السائقين في شوارع العاصمة عاشوا يوما عصيبا وكابدوا مشاق لم يسبق وأن كابدوها بسبب الاختناقات المرورية التي
عبدالله علي عبدالله النويرة –

كان يوم الأحد 30/6/2013م يوما للاختناقات المرورية بامتياز ذلك أن السائقين في شوارع العاصمة عاشوا يوما عصيبا وكابدوا مشاق لم يسبق وأن كابدوها بسبب الاختناقات المرورية التي شهدتها جميع شوارع العاصمة بدون استثناء مع فارق في مقدار الازدحام من شارع إلى آخر وقد خرجت علينا معظم الصحف الصادرة يوم الاثنين وهي تنتقد عدم قدرة إدارة شرطة السير على تصريف الحركة المرورية وغياب أفرادها عن أداء واجبهم في مثل هذه الحالات.
الذي حصل يوم الأحد هو أنه تم إقفال شارع الستين أمام حركة السير وهو الشارع المحوري الذي يغذي جميع الشوارع الداخلية للمدينة ويمتص الكثير من السيارات التي تجوب أنحاء المدينة وهذا الأمر أدى إلى تراكم عشر آلاف من السيارات في شارع الستين وحاول كل سائق أن يجد له مخرجا للخروج من ذلك الشارع واتجه الكثير منهم إلى الشوارع الفرعية التي ليست مهيأة لتقبل ذلك الكم الهائل من السيارات فتقاطعت السيارات وتداخلت فيما بينها مما أدى إلى توقف الحركة تماما في الكثير من التقاطعات التي اختلطت فيه السيارات ولم يعد هناك من مجال للحركة ومما زاد من تفاقم المشكلة إقفال شارع السبعين الشارع الحيوي الآخر الذي يمتص جزءا كبيرا من السيارات ويساعد على انسياب الحركة المرورية في جنوب العاصمة ويسهل عملية الوصول والتواصل في محيطه ويخفف من الضغط على شارع حدة وشارع الأربعين شرق الرئاسة.
إلى جانب أن تقاطع بيت بوس وتقاطع دار سلم مقفلة أمام الحركة المرورية بسبب المشاريع التي يتم تنفيذها في القطاع الجنوبي من العاصمة أضف إلى ذلك المشاريع التي يتم تنفيذها في السائلة وتقاطع شارع النصر مارب يعرقل الحركة المرورية هناك وأعمال الترميم للكثير من الشوارع التي تحتاج إلى صيانة بسبب الحفر والمطبات الموجودة فيها.
إن ما سبق ليس سوى غيض من فيض عن أسباب الاختناقات المرورية التي حصلت يوم الأحد بصورة واضحة واستثنائية وقد تم تحميل جهاز شرطة السير فوق طاقته من المسئولية لأنه لا يمكن أن يستطيع عمل شيء يذكر في هذه الظروف التي أدت إلى تعطيل الحركة المرورية في الشوارع ذلك أن تحويل الحركة المرورية من شوارع رئيسية واسعة على شوارع فرعية غير قادرة على استيعاب ذلك القدر الهائل من السيارات يؤدي بالضرورة إلى وقوف شرطة السير عاجزة عن تصريف الحركة المرورية لأنه لا يوجد بديل مناسب يمكن أن يتم تحويل الحركة إليه ويساعد على التخفيف مما حصل.
إنني هنا لا أبرر على الإطلاق وإنما أشرح ما يواجهه رجال شرطة السير من عقبات كاداء في عملنا فإذا أضفنا إلى ذلك الهم هم آخر وهو المتمثل في عدم التزام السائقين بآداب وقواعد المرور وسلوكهم الذي يتسم بالعشوائية وحب الذات المتمثل في عدم انتظامهم في خط واحد وتجاوزهما من يسار الصفوف مما يؤدي إلى إقفال الخط المعاكس ويحصل هذا في الاتجاهين مما يؤدي إلى توقف الحركة المرورية بسبب هذه التصرفات غير المسؤولة ناهيك عن أسباب الاختناقات المرورية الدائمة المتمثلة في الأسواق العشوائية للقات والبساطين والمراكز التجارية الضخمة التي يتم إنشاؤها بدون مواقف للسيارات وتحول الشوارع المحيطة بهذه الأسواق إلى مواقف مجانية لها على حساب الحركة المرورية التي أصبحت لا تطاق في المدينة.
لقد ذكر الأخ الأستاذ عبدالرحمن بجاش في عموده اليومي يوم الاثنين 1/7/2013م سببا هاما جدا لحصول الاختناقات المرورية وهو غياب التخطيط السليم للمدينة وهذا هو بالفعل ما هو حاصل في شوارع العاصمة فشوارع المدينة المركزية تم تخطيطها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حين كان عدد السيارات بالمئات ولا زالت على نفس اتساعها وقد أصبح عدد السيارات بمئات الآلاف وأصبحت السيارات فوق القدرة الاستيعابية بعدة مرات دون أن يلوح في الأفق حل لها ويبدوا أننا بحاجة إلى خطة مارشال لتغير الخارطة المرورية لمدينة صنعاء لكي تكون الحركة المرورية تحت السيطرة.
إن جهاز شرطة السير بحاجة هو الآخر إلى ثورة تحديثية هائلة ذلك أنه يعمل في ظروف عملية صعبة فعدد الأفراد لا يتناسب مع التوسع الهائل للمدينة والعاملين في الإدارة بدون دورات تأهيلية ولا يوجد تجهيزات حديثة تساعد على الإبداع في العمل والتفاعل الخلاق معه والآليات والمعدات الموجودة لا تفي بالغرض ويواجه رجال السير صعوبة ولا تساعد على قيامهم بعملهم بالطريقة الصحيحة فالاعتداءات عليهم تتم بشكل يومي وساعات الخدمة تصل إلى ست ساعات في الظروف العادية وقد تصل اثني عشر ساعة في المناسبات ناهيك عن السموم والأمراض التي يتعرض لها العاملون في المرور دون

قد يعجبك ايضا