ثقافة الحوار وأدب الاختلاف.. كيف تقود إلى نتائج بناءة¿
استطلاع رجاء محمد عاطف

استطلاع / رجاء محمد عاطف –
– أكاديميون وباحثون : على المتحاورين أن يؤمنوا بأن لديهم هدفا وقضية يتحاورون من أجلها
– اليمن بحاجة إلى الحوار الشفاف بعيدا عن الأحكام المسبقة والوصفات الجاهزة
يحتاج الحوار إلى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزموا بها لأن الحوار سينهار قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة التي تجعل الحوار مثمرا وتكون كالمؤشر لإيجابية هذا الحوار أو سلبيته وهذه الآداب هي من الأخلاق والأسس التي ينبغي أن تتوافر في كل مسلم وليس فقط في المتحاورين لضمان استمرارية الحوار كي لا ينحرف عن الهدف الذي من أجله كان الحوار وحتى بعد انتهاء الحوار لابد من الالتزام لأجل ضمان تنفيذ النتائج التي كانت ثمرة الحوار ولا شك أن الاختلاف في الرأي ظاهرة إنسانية صحية لم يحرمه الشرع وكما أنه يجب أن لا يفسد للود قضية أو يوقع البغضاء بين المتحاورين من النخب المثقفة بل قد وضع له من القواعد والأصول ما يجعله يهدي إلى الصواب وينتهي إلى تحقيق مصلحة المجتمع.
وفي هذا الاستطلاع طرحنا السؤال التالي: ثقافة الحوار والاختلاف.. كيف يقود المتحاورين إلى نتائج بناءه تقود المجتمع إلى بر الآمان¿.
الحوار قضية أساسية في عالم اليوم الذي يعج بالمتناقضات سواء عالميا أو إقليميا أو في وطننا الغالي اليمن الذي يحاول من خلال الحوار العبور إلى شاطئ الأمان.. هكذا بدأ الدكتور عزيز ثابت سعيد عميد كلية اللغات جامعة صنعاء حديثه وقال: قد جرب الفرقاء السياسيون والقبليون وسائل كثيرة للوصول إلى الأهداف منها لغة البنادق ولغة المال ولغات أخرى لكن الفرقاء باختلاف أطيافهم أدركوا أن الحوار هو الوسيلة الناجحة للوصول إلى تحقيق الأهداف والعبور بالوطن إلى بر الأمان ولكي تؤتي عملية الحوار ثمرتها يتحتم على المتحاورين الالتزام بأسس ومبادئ الحوار وأخلاقياته وأبجدياته التي هي حسن الاستماع للطرف الآخر والإصغاء بعقلية تتمنى أن يأتي الطرف الآخر بحجة مقنعة أو أن يثير نقطة جديرة بالإقناع والوصول إلى المبتغى أو قد تأتي من هذا المحاور نقطة إن لم تقلب قناعات محاوريه في جزئية معينة فربما ستعيد تشكيل أولوياتها كما يجب أن لا يأتي المحاور بقناعات مسبقة ثم يريد أن يفرضها على غيره وكأنه أوتي من الحكمة وفصل الخطاب وغيره لا يفقه شيئا.. وأضاف الدكتور ثابت: إنه يتحتم على المحاور اللبيب الدبلوماسية في التعامل والتلطف واللين والرقة في الطرح من حيث انتقاء الألفاظ والتعابير والنظر إلى زميله المحاور وعدم تجاهله فقد يكون لدى المحاور وجهة نظر صائبة لكن عملية الطرح قد تكون منفرة وقد حثنا المولى جل في علاه على التلطف في الحوار وقال تعالى مخاطبا موسى وهارون وهما في طريقهما إلى فرعون لمحاورته ( وقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ولذلك أن حسن الاستماع والتلطف في الطرح والتعاطي بعقلية متفتحة مع ما يطرحه الطرف الآخر أمور جوهرية لنجاح الحوار وكما يحسن بالمحاور أن يكون واثقا بنفسه دون تعال على غيره وأن يؤمن بأن لديه هدفا وقضية ..
وأما عن الاختلاف وأهميته اليوم يقول: إن الاختلاف هو سنة من سنن الحياة ولا يمكن أن تتقدم
