الحالمون بالوصول إلى كرسي الرئاسة..!!¿¿

علي محمد الجمالي


 - 
ثورة الربيع العربي التي خطط لها أصحاب مشروع «شرق أوسط جديد» أشبه بزوبعة الغبار التي تنتج عن اصصدام الرياح.. فتولد ذلك الإعصار الترابي الذي يرفع كل ما حوله.. فيطير منها ما يطير.
علي محمد الجمالي –

ثورة الربيع العربي التي خطط لها أصحاب مشروع «شرق أوسط جديد» أشبه بزوبعة الغبار التي تنتج عن اصصدام الرياح.. فتولد ذلك الإعصار الترابي الذي يرفع كل ما حوله.. فيطير منها ما يطير.. ويبقى ما يبقى.. وهبة الرياح هذه جعلت الكثير من قليلي العقول يحلمون بأحلام أكبر منهم.. ويوسعون في حلمهم.. ويصدقون أنفسهم أنهم الأصلح لكرسي الرئاسة.. وحكم اليمن.. وكل من لقط له شوية قروش وجمع حوله خمسة إعلاميين يكتبون عنه.. متى عطس.. ومتى خزن.. وأي قناة شاهدها.. وما هي الرياضة التي تعجبه.. وأيهما أفضل النظارة البيضاء الصافية التي يرتديها لتمييز الأشياء.. أم تغييرها بنظارة سوداء تزيد من هنجمته وقلة عقله.. معتمدا على سمعته ونشاطه السابق.. وفهلوته أيام ما كان «حراف» وروحه من كتب عنه.. هذه الأحلام الوردية.. أصبح لها رجالها المتعطشون للسلطة والمال «وقلة العقل».
تصور أن من أولئك الحالمين من تركوا أهم وظائفهم.. وأعمالهم وأصبحوا مشغولين وتائهين بالظهور الإعلامي.. وكل يوم في صحيفة.. وكل يوم في إذاعة.. وكل يوم في قناة.. المهم جنان ورشاح وقلة عقل.. والجميل في الموضوع أن هذا الخيال والحلم الوردي له مروجوه.. ممن يهمهم «حق التخزينة».
يا سادة الرئاسة مش باب حوي.. الرئاسة لها رجالها.. ولها قادتها.. ولها من يمتلكون قلوب خمسة وعشرين مليون نسمة.. من أوائل الستينيات وحرب التحرير.. وحتى اليوم ولهم رصيد في خدمة الشعب.. في السهول والجبال.. وليس رصيد في «لقط القروش» وتعبئة الكروش.. يكفي أن هذا الحالم أو ذاك ما جمع من فلوس وعقارات وفلل في الداخل والخارج.. بعدما تكبد عناء الحراف.. وما عليه إلا أن يحمد الله.. ويعمل له مشاريع إنسانية ورعاية للفقراء والمساكين والأيتام.. لعل الله يجعله من التوابين ومن المتطهرين.. ويحمد الله على ما آتاه ورزقه.. وينشغل له بالظهور الإعلامي بزلطه.. أفضل من الرئاسة.
يا خبرة الرئاسة هذه الأيام تعب.. مظاهرات واعتصامات… وإضرابات وحلق.. وكسار رأس.. وقطع طرق.. وقطع كهرباء.. وقطع مشتقات نفطية.. وحقوق إنسان.. وتدخل إقليمي وتدخل خارجي وسفير يسير وسفير يجي.. ومبعوث يسير ومبعوث يجي.. ووسائل إعلام.. وفيس بوك.. وتويتر.. تتحدث إذا عطس الرئيس.. أو أوجعه رأسه أو ضرسه.. حتى لو فتح فمه.. لا بد ما تتناوله قنوات الأخبار.. التي أكثرها تصنع الخبر وتفبركه وتخرجه ليرضى عنها ممولوها..!¿.
ورعى الله أيام زمان.. قبل القنوات الإعلامية.. وقبل الانترنت وأيام ما كان التواصل مع الخارج عمالة وخيانة للوطن.. وقبل ما يقع لقطاع الطريق الكهرباء ومشائخ.. كان الرئىس مرتاحا مثل الشعب.. وفقير مثل الشعب.. غداه دجاجه مثل الشعب.. ويرقد بشمعة مثل الشعب.. أو باتريك قاز أو لمبة كهرباء وبيت قديم بالتراب والجص.. ولا سفير يسير ولا سفير يجي.. وفوق هذا وذاك كان الرئيس أيام زمان يكسر رأس أي مخالف.. أو قاطع طريق.. ويحاكم أكبر رجال الدولة عن أي خطأ أو تجاوز يرتكبونه.. وما معه إلا عمامته.. وعلمه وقوة إيمانه.. ورباطة جأشه.. ورغم ذلك خرجوا من الرئاسة فقراء كما دخلوها فقراء.. وهكذا رجال الدولة والوزارء والمسئولين من أكبر واحد إلى أصغر واحد.. هذه هي الرئاسة.. وهذه هي المسئولية.. ومن لم يصدق هذا عليه أن يسأل أباه أو أمه أو جده أو جدته.. لأن تاريخهم الحقيقي والصحيح لم يكتب بعد إلا فيما ندر.

قد يعجبك ايضا