مصــاف الرســـل

عـارف الأتــام


عـارف الأتــام –
يوصف التربويون بما يجعلهم في مصاف الرسل و…. فتجل مهنتهم ويرفع من شأنهم ولكنهم حين يفرطون بقدسية رسالتهم فاقرأ ليس عليهم هم فقط بل وعلى أجيال بأكملها السلام !! عندما يفرط التربوي بحصصه وبتدريسه للطلاب فعلى ماذا يريد أن يستلم آخر الشهر الراتب¿ أليس على تدريسه وتعليمه للطلاب¿!! أم على حضوره وأكله الفطور في المدرسة والعودة للبيت بعدها¿ البعض يفهم أن وظيفته كمدرس معناه الحصول على راتب من الدولة وكأنه اصطفى دون العالمين ليقدم له راتب ومعاش دون أن يقدم أي شيء وهو ما يتنافى مع القيم والأخلاق والدين, أن يقصر المدرس في عمله وتدريسه ومعناه أن ما يتقاضاه حرام وأنه لا يستحق أي فلس مالم يبذل المقابل من الجهد. البعض من المدرسين يعملون من أجل المال فقط والآخر يعمل من أجل براءة الذمة الأول يكسب السخط لأنه يعمل من أجل المال فقط ولا يفي بما يلزم من براءة للذمة فجل همه المال, بينما الآخر يكسب رضى الباري والعباد والمال أيضا لأنه جعل إراحة الضمير نصب عينيه فيما الأول جعل المال همه الأول والأخير.
يجب أن يتقي المدرسون الله فيما يكسبون وأن يبذلوا ما يجب بذله ليحللوا ما يأخذونه آخر الشهر أو أنهم يعتبرون أن الراتب جاء من أجل عينيهم!! بعض المدرسين لا يخافون الله ويتسيبون في عملهم والبعض يدرسون وكأنهم يسقطون واجبا فيما آخرون يعملون بما يرضي الله ويريح ضميرهم وهم قلة البعض لا يذهب المدرسة إلا يوم الراتب!!.
لماذا توجد فوارق كبيرة من مدرسة إلى أخرى في الالتزام والحضور وجودة التدريس ومتابعة الطلاب وكذا في المظهر العام للمدرسة والمحافظة على ممتلكاتها تجد ما سبق في مدرسة واحدة وفي أحيان لا تجد مما سبق في عدة مدارس بل إن بعض المدارس لن تجد فيها صفة واحدة جيدة وستخرج وأنت تتحسر على الطلاب وعلى واقع الحال! ستجد مدرستين متجاورتين وكل واحدة على طرفي نقيض من الأخرى الأولى تمثل الوجه الناصع للتربية والتعليم والأخرى الوجه المعتم ويستمر وضع المدرستين على نفس الحال دون اهتمام الجهات المختصة بتقويم الثانية والثناء على الأولى مفارقة عجيبة أن تجد التجاهل هو المخيم لكلا الحالتين .. إذا أردت أن تشاهد كل ما سبق فما عليك إلا أن تزور مدرستين متقاربتين الأولى للبنات والثانية للبنين وستدرك البون الشاسع بين المدرستين بل ستلمس عظمة الأولى وبؤس الثانية فسبحان من جاور بين النقيضين دون عدوى!!

قد يعجبك ايضا