بين جيهان ومعتز الدمرداش
حسين محمد ناصر
حسين محمد ناصر –
الثلاثاء الماضي وعبر شاشة إحدى القنوات المصرية ظهر المذيع النجم معتز الدمرداش في برنامجه «مصر الجديدة» وهو يستضيف إحدى الإعلاميات المصريات (جيهان الغرباوي) ليناقشا الاوضاع في مصر والأحداث التي تتطور هناك بشكل متسارع وكان واضح تماما أن الإعلامية (جيهان) تقف بالضد تماما من جماعة الإخوان المسلمين وبشكل متطرف!!
في السياسة: يمكن للمرء أن يعرض أفكاره بهدؤ وبدون تشنج وبشيء من القدرة على الإقناع لتتضح أفكاره جليا للمستمع والمشاهد فإن لم يتعاطف أو يقتنع هذا المتابع أو ذاك فعلى الأقل يستطيع أن ينتزع القليل من الاحترام لتلك الأراء التي يؤمن بها والعكس فإن الطرح المتطرف والشطب الكامل للرأي الآخر والظهور بمظهر امتلاك الحقيقة المطلقة وشتم وكيل التهم جزافا يعطي نتيجة عكسية لما يراد تحقيقه من تأثير وإقناع.
بدت الإعلامية (جيهان) ملكية أكثر من الملك فهى تدين تطرف الإخوان وتبدو أكثر تطرفا منهم عندما تصف الناس في ميدان رابعة العدوية أنهم ليسوا مصريين وإنما مرتزقة تم جلبهم من سوريا وفلسطين وهي تدعو إلى استخدام العنف والقوة مع ألئك المتظاهرين بدلا من استخدام الحوار والامتاع وتبادل الآراء على طاولة حوار.
وتقول إن الاختلاف مع هؤلاء عقلي وليس سياسيا!! بمعنى آخر أنهم مجانين وهؤلاء خونة ومرتزقة جاؤوا من الخارج أو مصريين مجرمين!!
هكذا على مدى ساعة وأكثر كانت الإعلامية جيهان تتحدث وكأن المشاهد ليس لديه عقل يحلل ويناقش ويدرك ما يدور حوله من أن هناك مؤيدين لثورة 30 يونيو وهناك طرف آخر تضرر منها هناك من يتمسك بشرعية الصندوق وهناك من يقول إنها انتهت بشرعية الشعب في الميادين كانت جيهان تشكو من إقصاء الإخوان فإذا هي تحاول تأسيس طريق إقصاء من نوع آخر إن لم يكن من نفس النوع.
بالتأكيد لكل شخص الحق اختيار انتمائه السياسي ولكنه من غير اللائق أن يكرس هذا الحق في تكفير أو تخوين أو كيل التهم جزافا على الآخرين والدعوة لاستخدام العنف والقوة ضد المعارضين أو المختلفين معه سياسيا.
ما أحوج الشارع العربي إلى تكريس ثقافة الحوار وتبادل الآراء والمزيد من الحرية في التعبير والابتعاد عن الاستقواء بالقوة ضد معارضيه لأن ما تطالب به اليوم ضد الآخر سيتحول إن تغيرت الظروف غدا إلى أداة ضدك وليس في السياسة شيء ثابت ولكنها نشاط وحركة متغيرة يوما بعد يوم.