يحدث في اليمن الآن!

خالد الرويشان


 - مايحدث في اليمن الآن عجيب وغريب ولاسابقة له أو مثيل في أي زمان أو مكان. مثلا ومنذ سنوات حكمتنا معادلة غير عادلة وكان القصد منها النهب, وهي أن الدولة أو رموزها الأساسية كانت تهمس وتشي
خالد الرويشان –

مايحدث في اليمن الآن عجيب وغريب ولاسابقة له أو مثيل في أي زمان أو مكان. مثلا ومنذ سنوات حكمتنا معادلة غير عادلة وكان القصد منها النهب, وهي أن الدولة أو رموزها الأساسية كانت تهمس وتشير للمواطن أنú.. قلú ما تشاء وانا أفعل ما أشاء! وهي لعبة ذكية طالت أكثر مما يجب!
الآن.. الكل يقول مايشاء والكل يفعل مايشاء دون حسيب أو رقيب! وأصبح الأشقاء والأصدقاء ينظرون إلينا كـ “فعúلة كبيرة” أو مثل إعلان ضخم ومضحك وبليد يراه المارة ويرفعون حواجبهم تعجبا ويمطون شفاههم تأففا!.. الكل يقول مايشاء والكل يفعل مايشاء! وهي نعمة لا يحسدنا عليها أحد! لأن أحوالنا البائسة لا تدعو أحدا للغيرة أو الحسد.
قلú ماتشاء في مؤتمر الحوار,وافعل ماتشاء في أي مكان في البلاد! لك أنú تقاتل خصومك إنú أردت! وأن تقطع الشارع إنú غضöبúت.. وأن تتلقى الأموال من الخارج إذا طلبت والسلاح إنú أشرúت..وأن تفخر بذلك في أي وقت..
لك أن تنادي بالعدالة والحرية والقانون وأن تعلن العصيان المدني السöلمي.. وأن تأمر زبانيتك في نفس الوقت أن يغلقوا المحلات بالقوة! والترهيب والتهديد والوعيد.. فياله من فأل واعد! وياله من قادم راغد!
قل ماتشاء وافعل ماتشاء! فهذا زمان لا يتكرر.. إرفع شعاراتك السلمية هنا وأشعل الحرب هناك بلا إعلان واقتل بلا رحمة.. ولكنú بصمت! ولن يعاقبك أحد ولا تخúش شيئا فالدولة مشغولة بالحوار والنخب والتقاسم.. ثم إنها لا ترى شيئا لأن الظلام حالك ولاتسمع استغاثة لأن الصخب يبلغ عنان السماء!
في هذه البلاد قل ماتشاء وافعل ماتشاء! لك أن تحتفل بعيد الاستقلال كماتشاء! وللطائرات بلا طيار أن تفعل وتقتل كما تشاء أيضا! ألسنا نعيش زمان التقاسم!
لك أن تعلن الحرب على أميركا وإسرائيل كما تشاء..قولا وغناء وإنشادا! في نفس الوقت الذي ترعöب قرى بكاملها في حجه وصعدة كما تشاء.. وتزرع الألغام وتقيم الحواجز للتفتيش كما تشاء! وتمتهن المواطنين وتفزع الأطفال والنساء, وتسيطر على المساجد كما تشاء!
لك أن تحتفل بعيد الأعياد في السبعين كما تشاء بينما تقفل قلبك وتغلق عينيك عن بقع الدم الكبيرة المزروعة بالرؤوس والعيون المهشمة المحترقة وهي تعúتöب صارخة مöلúء الجرح الذي لا يندمل أبدا.. مöلúء هذا الفراغ الهائل.. مöلúء هذا النسيان القاتل.. هل وجدتهم.. هل حاكمتهم¿..
لك أن تحتفل كما تشاء ولأهالي الضحايا أن يموتوا صبرا وانتظارا.. وليس كما يشاءون!
لعبدالله شاكر الفنان الكبير والكوميديان المؤسöس أن يغادرنا وحيدا غريبا بعد أن أضحك الملايين لعشرات السنين.. ولنا أن نرثي أنفسنا لأننا نسينا أسماءنا وأجمل ثائرينا الرائعين .. واريناه الثرى وكان المطر يغسلنا أو أن السماء كانت تبكي معنا.. رجلا كانت ضحكته ترج بلادا وتزöلúزöل تاريخا.. مات ضاحكا من كل شيء.. لكنه انفجر بالبكاء قبل أسبوع من وفاته وأمام الملايين عل أحدا يمكن أن يزور أو يسأل أو يتذكر! ونسي أن البلاد غائبة لا تكاد تتذكر أحدا.. وبالكاد تتذكر اسمها!

قد يعجبك ايضا