سعيد في بلاد سعيدة

منصور شايع

 - 
لأننا في بلاد السعيدة كنا سعداء جدا ولكن أكيد بسبب ذنوبنا سلط الله علينا من لا يخاف الله ولا يرحمنا حتى وصل الأمر إلى أن من أبناء جلدتنا في أرض الجنتين من يذيقنا سوء العذاب فلا يسمحوا سوى بساعتين سراج بالكهرباء
منصور شايع –

لأننا في بلاد السعيدة كنا سعداء جدا ولكن أكيد بسبب ذنوبنا سلط الله علينا من لا يخاف الله ولا يرحمنا حتى وصل الأمر إلى أن من أبناء جلدتنا في أرض الجنتين من يذيقنا سوء العذاب فلا يسمحوا سوى بساعتين سراج بالكهرباء في الليلة الواحدة بالطبع تكفينا لشحن بطاريات هواتفنا حتى لا ننقطع عن الاتصال بالجيران والعالم الخارجي .. وهذا فضل كبير ومنة عظيمة تسجل للمقرحين والمخبطين في مأرب وأخواتها لأنهم يخافون علينا من غضب أرحم الراحمين نتيجة التبذير في استهلاك التيار الكهربائي وكذلك الحال بالنسبة للنفط والغاز فكان ” الخبيط والقح قم ” أسلوبا حديثا وغير مسبوق للمحافظة على الثروة من الهدر والنهب فلا يسمحوا بعبور الناقلات من نقاط ” السلب والنهب ” سوى بالحد المعقول والاحتياج الضروري لتحركات السعيد ابن السعيدة من بيته إلى عمله حرصا منهم على اشتداد المنافسة الذي قد يؤدي إلى هبوط أسعار تلك المشتقات النفطية في أسواق العاصمة والمحافظات الأخرى . أما إذا استجد أمر طارئ أو فكرت للذهاب إلى نزهة مع العائلة إلى خارج منطقتك فلا بد أولا أن تذهب ومعك بنادق العدال وثور المخوة والقبيلة ليوافقوا على زيادة حصتك من البترول أو الغاز يكفيك يوما كاملا وتقضي نزهتك بدون البحث عن الحطب والطبخ في تناوير الفخار وعن مساءلة الجيران . أما إذا أرادت الحكومة زيادة الصادرات من النفط والغاز إلى الخارج والمتدفق عبر أنابيب النقل إلى موانئ التصدير فذلك هي الطامة الكبرى ويعتبر نهبا فاضحا لمقدرات الأمة ولا بد أن يعود ذلك النفط المتدفق إلى الأرض التي خرج منها ولو رمادا حتى لا تستفيد منه أمة الكفر والفسوق الأجنبية .. ومن أجل أن يعدل المفخخ لتلك الأنابيب عن قراراته لا بد أن تقوم الحكومة بإرسال رسائل الاطمئنان عبر كتائب القوات المسلحة والأمن والتي عادة ما نسمع بتحركاتها لردع المفخخين والحفارين لأنابيب النفط والغاز ولأن تلك القوات بطبعها الجلف والمتهور لا يتم السماح لها بإعادة الخط إلى العمل وتعود إلى ثكناتها بعد أيام شاقة من الحوار والمراضاة حتى تقتنع هي بفكرة نهب ثروة البلاد التي يجب أن تظل في باطن الأرض طالما وهي تذهب إلى بلاد الفرنجة ويستفيد منها أهل الكفر والإلحاد . والله من وراء القصد .

قد يعجبك ايضا