ما يريده الشعب من مؤتمر الحوار الوطني ..!!

إبراهيم عبد الرشيد

 - بالتئام مؤتمر الحوار الوطني في الـ18 من مارس الجاري تكون اليمن قد فتحت أولى صفحات مرحلتها القادمة ليس فقط لأن هذا المؤتمر في مقدمة وضمن أبرز شروط ومتطلبات المرحلة الانتقالية القائمة والمبادرة الخليجية  وإنما كذلك والأهم
إبراهيم عبد الرشيد –

بالتئام مؤتمر الحوار الوطني في الـ18 من مارس الجاري تكون اليمن قد فتحت أولى صفحات مرحلتها القادمة ليس فقط لأن هذا المؤتمر في مقدمة وضمن أبرز شروط ومتطلبات المرحلة الانتقالية القائمة والمبادرة الخليجية وإنما كذلك والأهم لأنه يمثل محكا واختبارا عمليا لمدى قدرة اليمنيين على حسم أمورهم وترجمة إرادتهم وتخطي أوضاعهم عبر الحوار والطرق السلمية والحضارية تمهيدا لانتقالهم جميعا وانتقال بلدهم إلى مرفأ آخر ومحطة أخرى في عالم اليوم ولا بد أن كافة القوى والأطراف التي قبلت بالمشاركة في هذا المؤتمر قد قبلت في ذات الوقت بأهميته وبمبادئه وأهدافه ومسئوليتها عن تهيئة وضمان سبل نجاحه وبأن ذلك خطا أحمر ولا عودة أو تراجع عنه وهي قادرة على ذلك متى ما تشابكت أياديها وتلاحمت إرادتها وجهودها وأفكارها من أجله وفيما لو أدركت أن من ورائها يقف شعبها يترقب ويتابع كل أعمال وخطوات ومراحل المؤتمر ومن ثم كافة النتائج والقرارات التي سيفضي إليها وفي هذه الحالة سيكون من السهل على هذه القوى والأطراف السياسية والحزبية والقبلية الاقتراب وملامسة النجاح المنشود للمؤتمر أن هي امتلكت منذ البداية القدر اللازم من الشجاعة الأدبية للاعتراف بأنها على كثرتها واختلافاتها قد كانت وما تزال أو بعضها جزءا أو سببا في بلوغ المشاكل والأوضاع والأزمات الراهنة ولديها اليوم فرصة تاريخية ونادرة لكي تسمو على نفسها ومصالحها وتكون جزءا وطرفا في الحل والعلاج المنشود والأخذ بالاعتبار أن كلفة وعناء إنتاج وبقاء هذه الأزمات أكبر بكثير من كلفة معالجتها .
لذلك فإن مؤتمر الحوار الوطني هو اليوم محك واختبار عملي وهام وتاريخي لمدى قدرة اليمنيين وتحديدا النخبة السياسية القائمة على ترجمة واستثمار الظروف والمناخات والفرص والدعم الإقليمي والدولي التي قادت إلى تقرير وعقد هذا المؤتمر في هذه المرحلة المفصلية والحاسمة من تاريخ اليمن والتي ما كان لها أن تجرى على هذا النحو لولا تضحيات ونضال الشعب اليمني ولولا مكانته واحترام الأشقاء والأصدقاء لرغبته وحقوقه وخياراته ورغبتهم في ذات الوقت لدعمه ومساندته في ذلك ولذلك فإن الشعب اليمني يدرك اليوم أن تقرير وتنظيم وعقد مؤتمر وطني كهذا وفي هكذا مرحلة وتحت رعاية ومساندة لا محدودة إقليمية ودولية إنما هي تاج على رؤوس كل اليمنيين مما يفرض عليهم حسن التقاط هذه الفرصة وحالة الحماس والدعم اللامحدودين من أجله من قبل القوى والأطراف الإقليمية والدولية والعمل والإسهام اللامحدودين في إنجاح هذا المؤتمر وخروجه بكل ما يلزم وكل ما هو منشود من النتائج والقرارات التاريخية والاستثنائية التي بات الجميع وأولهم جماهير وأبناء الشعب اليمني يعولون كثيرا عليها وعلى ضرورة أن تؤسس تؤصل للمرحلة القادمة مع إدراك الجميع في ذات الوقت أن لا مجال لإهدار هذه الفرصة أو ضياعها تحت أي ذريعة أو مكايده سياسية .
وبالنسبة لليمنيين وعامتهم في المقدمة فلا شك أنهم يضعون كل أملهم وكل رغبتهم في إن يمثل تنظيم وانعقاد هذا المؤتمر الوطني خاتمة لمختلف الأوضاع السلبية والأزمات والأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية القائمة ولتلبية المطالب والحاجات والحقوق الأساسية وفي مقدمتها : العمل – الدخل المناسب والعيش الكريم – السكن اللائق – التعليم الحديث – الصحة والعلاج (التأمين الصحي) – الحراك والإبداع – الترفيه والاستقرار – التقاعد الأمن .. الخ ..
كما يتطلع اليمنيون اليوم لأن يقود هذا المؤتمر إلى زوال كافة الأزمات والمحن السياسية التي طالما زادت وعززت من سوء أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ومن أحوال بلادهم وطالما قتلت وكبحت تضحياتهم وآمالهم وأحلامهم في الخروج من ذلك وأن يكون في ذات الوقت بداية وفاتحة لعهد جديد يتم تدشينه وتجسيده على أرض الواقع والبدء بإقرار ودعم قيام الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات والعدل والخدمات والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة وقبل ذلك هي دولة وظائف ومسئوليات تؤمن لكافة مواطنيها مختلف الحقوق والحاجات وهي نفسها المبادئ والحاجات والمطالب التي ضحى وناضل طويلا من أجلها الشعب اليمني ولأجلها فجر ثوراته العديدة على امتداد قرن من الزمن حتى اليوم وهاهي اليوم القوى والأطراف السياسية والاجتماعية والحزبية اليمنية المشاركة في هذا المؤتمر الوطني قد قبلت التحدي والامتحان الصعب وحمل الأمانة والمسئولية التاريخية لتحقيق طموحات وآمال شعبها المنشودة والمعلقة اليوم على هذا المؤتمر فقد أصبحت بمجرد قبولها بالالتحاق في ه

قد يعجبك ايضا