مناقشة استراتيجية وطنية وحملة توعوية بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة

جميل مفرöح

جميل مفرöح –

*أكد الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني على أن اليوم العالمي للكتاب يشكل يوما للاحتفاء بالكتاب وليس للحديث عما يتعرض له من انتهاك وقرصنة وما يلقاه من تجاهل وسلب للحقوق وأن ما يقال عن القوانين التي تكفل حقوق المؤلف وصيانة الملكية الفكرية ما هي إلا أقوال تتردد على الألسنة وليس لها في الواقع وجود حقيقي شأنها في ذلك شأن ما يقال عن حقوق الإنسان الذي يتعرض للقمع والإذلال على مستوى الكرة الأرضية..
جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور المقالح أمس خلال افتتاح ندوة “قضايا الكتاب وحقوق الملكية الفكرية” التي نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب واليوم العالمي للملكية الفكرية.. وقد طرح الدكتور المقالح خلال هذه الكلمة تساؤلا ملحا هو: هل صارت القراءة بعد اتساع منافذها طقسا يوميا لدى كل من أحرزوا نصيبا من التعليم يؤهلهم لهذا الطقس الجميل¿ وأكد على أن الإجابة على هذا السؤال تتبين لنا جميعا أهمية الكتاب واستحقاقه ليوم عالمي يخرج الناس فيه إلا الحدائق والمتنزهات ويزورون المكتبات معلنين فرحهم وابتهاجهم لهذا المنجز الإنساني التاريخي الذي يشكل وعاء مهما للمعرفة وأداة ناجعة للتعليم والاستنارة..
واستطرد شاعر اليمن الكبير في كلمته قائلا: إذا كان واقعنا الراهن قد بدأ يشهد صراعا سافرا بين أنصار الكتاب الورقي وأنصار الكتاب الالكتروني فإن جوهر القيمة ليس في الشكل وإنما في مستوى المعرفة التي يحملها الكتاب ويعمل على توصيلها.. وإن كان الشكل الذي تعارفت عليه البشرية وتناقلت عبره الأفكار والمعارف الدينية والعلمية والأدبية والفنية ما يزال هو الشكل الأنسب والأفضل لدى الغالبية بما فيها أولئك الذين توفرت لهم الوسائل الحديثة للقراءة..
كما أشار الدكتور المقالح إلى أن الحقائق تؤكد على أن أصحاب الرؤى الثاقبة في الحياة لم يصلوا إلى تلك الرؤى عن طريق الإلهام أو التحديق في الفراغ وإنما من خلال ما اختزنته بصائرهم من كشوف وتأملات ساقتها إليهم القراءة الواعية والمتواصلة..
وعبر الشاعر الكبير المقالح عن سعادته بالاحتفاء بتوقيع ديوان الشاعرة الشابة عائشة المحرابي على هامش هذا الاحتفاء العالمي مما يؤكد الحضور الجميل للمرأة في بلادنا على أكثر من صعيد ومجال بوصفها نصف الحياة والصورة الأصدق والأنبل في مسيرة التطور واستشراف المستقبل المنشود والمأمول..
من جانبه ألقى الدكتور عبدالله عوبل منذوق وزير الثقافة كلمة بالمناسبة ابتدأها قائلا: يسرني أن نجتمع في هذا الصباح لنحتفل بمناسبتين ثقافيتين عالميتين الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في الثالث والعشرين من أبريل اليوم الذي اختارته منظمة اليونسكو ليكون يوما عالميا للكتاب واليوم العالمي للملكية الفكرية في السادس والعشرين من أبريل وهو اليوم الذي أعلنته المنظمة العالمية للملكية الفكرية ليكون مناسبة للاحتفاء بحقوق المؤلف والحقوق الصناعية الأخرى.. وأكد الأخ الوزير على أهمية هاتين المناسبتين العالميتين في ثقافتنا وتراثنا الحضاري مشيرا إلى أن القراءة هي أول الكلام وأن مبتدأ القول والأمر الإلهي (إقرأ) كان أول التنزيل في الدين الإسلامي الحنيف..
وأكد الأخ الوزير على أن مشاركتنا في الاحتفال بهاتين المناسبتين يعبر عن تناغمنا مع ما يحدث في العالم من اهتمام بالكتاب وحقوق المؤلف وعن حضورنا في المنظومة العالمية للشأن الثقافي وذلك من خلال المشاركة في المؤتمرات والفعاليات العالمية التي تقام في المنابر الدولية للمنظمات الثقافية العالمية..
وقال الدكتور منذوق في كلمته بالمناسبة أيضا: لقد عملنا في وزارة الثقافة على إصدار قانون (حق المؤلف) الذي صدر قبل أكثر من عام في ظل الاتجاه الوطني إلى إصلاح الثقافة وتطويرها وفي ظل حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الحقوق الثقافية العامة كما أننا نعمل بجد على إصدار اللائحة التنفيذية لهذا القانون.. وأضاف: إننا ندرك ضرورة التعريف بموضوع حقوق المؤلف وتكوين معرفة وقناعة بهذه الحقوق ولذلك فقد أعددنا خطة عامة للتوعية بها تشمل إقامة الندوات وحلقات النقاش وعمليات النزول الميداني إلى المدارس والجامعات لتشكيل وعي وطني بحقوق المؤلف والتعريف بأن القرصنة والاستنساخ ونهب حقوق المؤلف هي عمليات معارضة لحقوق الإنسان بشكل عام ومدمرة للإبداع والفكر والثقافة..

قضايا الكتاب وحقوق الملكية الفكرية
* الجزء الثاني من هذه الاحتفائية خصص للندوة الرئيسة والتي عنوانها “قضايا الكتاب وحقوق الملكية الفكرية” وقد شارك فيها عدد من المختصين والباحثين بمجموعة من أوراق العمل بدءا من الأستاذ زيد الفقيه وكيل الهيئة العامة للكتاب لقطاع النشر والتوزيع والذي قدم ورقة بعنوان “حاضر الكتاب وهموم النشر” تعر

قد يعجبك ايضا