المحطة التي أجمع عليها الفرقاء السياسيون في اليمن

أنيس محمود محمد السريحي


أنيس محمود محمد السريحي –
العدل هو الركيزة التي تقام على أساسه حياة البشر والدول والأفراد وبالعدل تقاس كرامة الشعوب وحرياتها وسواه العدل من يبني جسور الثقة والأمان وبالعدل ترتفع الهامات المظلومة وتذل الرقاب العنيدة والغاشمة وبه تصان الحقوق وتفرض الواجبات وبدون العدل تختل كل الموازين والمفاهيم في شتى مجالات الحياة.
عقب تشكيل اللجنة العليا للانتخابات الحالية في العام 2012م بحوالي ستة أشهر كنا قد كتبنا مقالا في صحيفة الثورة الغراء طالبنا فيه كل الأحزاب والتنظيمات السياسية الموجودة على الساحة آنذاك منح القضاة المعنيين فرصة لنرى ماذا سيقدمون كجديد للعمل الانتخابي وللمشهد السياسي اليمني وأكدنا فيه ضرورة منحهم الثقة حتى يثبتوا للجميع كيف سيديرون العمليات الانتخابية القادمة حينذاك وهل بإمكانهم أن يرسموا صورة مغايرة لتلك الصورة التي ترسخت في عقول الكثيرين من أبناء اليمن تلك الصورة التي يشوبها التكتيك وسوء الظن والحكم على أي عمل انتخابي بالتزوير وعدم الرضا حيث أن الأمر يستحق المغامرة كون رئيس ونائب رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات تم ترشيحهم من قبل السلطة القضائية بعيدا عن الطرق التقليدية التي كانت تشكل بها اللجنة العليا للانتخابات عبر القنوات التنظيمية والحزبية التي سرعان ما كانت تلوح خلافاتها على السطح وهل يستطيع هؤلاء القضاة الأكثر انسجاما والذين لا ينتمون لأي جهة حزبية كف الأذى ومواجهة كيل التهم التي كانت تصبه الأبواق الإعلامية الحزبية وغير الحزبية على أداء وأعمال أي لجنة عليا سابقة ومع تزامن أي عملية انتخابية أجريت كما ارتجينا من تلك الأحزاب في عام 2010م أن يغلبوا مصلحة اليمن فوق كل المصالح الفردية وأنه ليس من المنصف الحكم قبل الأداء أو الحكم عن الطريقة التي تم تعيين القضاة بها إلى آخره.. وتسابقت الأحداث بصورة دراماتيكية لتدخل اليمن ضمن المشهد الربيعي العربي منذ بداية العام 2011م ولسنا هنا بصدد الخوض في تفاصيله والجميع يعرف ما آلت إليه الأحداث المتسارعة والمشهد التاريخي للحل الذي وصل إليه اليمنيون تجلت فيه حكمتهم وإيمانهم الذي وصفه الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم تمثل ذلك الحل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لإنقاذ اليمن من التشرذم والشتات ومن الهوة المظلمة التي كانت البلاد تتجه نحوه كل هذه الظروف والتعقيدات والضغوط التي لا يجهلها أحد وضعت اللجنة العليا للانتخابات الوليدة أمام معطيات بالغة الصعوبة كما وضعتها في اختبار حقيقي وتحد مفصلي لا يقبل معه الخطأ نظرا لدقة وحساسية المرحلة لا سيما فيما يتعلق بالعامل الزمني الضيق والخبرة المحدودة في مجال الانتخابات لدى قيادة اللجنة العليا الجديدة ولم يكن من الممكن التراجع أو الاعتذار أو المساومة على المهمة التي أجمعت عليها كل القوى السياسية المنقسمة في ذلك الوقت وبتأييد منقطع النظير من كافة شرائح الشعب وتأييد ودعم المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الكبرى ودول مجلس التعاون لتجد اللجنة العليا للانتخابات نفسها بقضاتها وموظفيها وجهازها الإداري والفني وفروع أمانتها العامة أمام مسئولية تاريخية فارقة لا تقبل التواكل ولا يؤنسها الراحة ولا تحتمل التذمر والتقاعس بل إن على الجميع أن يعرف خصوصية المهمة والظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وعلى الجميع بذل ومضاعفة كل طاقاتهم كل في مجاله وتخصصه بعيدا عن المكايدات الإدارية الروتينية تكون سببا معيقا للأعمال فالجميع ينظر إلى اللجنة بترقب وخشية وعلى اللجنة العليا للانتخابات أن تتحمل المسئولية على عاتقها وكان على الجميع أن يدرك أن هذه المهمة الوطنية الكبيرة ليست مجرد انتخابات فالمعاني والأهداف والآمال التي كانت معقودة وعلى نجاحها مرتبطة بتاريخ وتطلعات شعب يتوق للأمن والاستقرار وينشد السلام ولم يكن ليتأتى كل ذلك إلا بوجود قيادة راشدة وحكيمة مدركة وملمة بكل ما ذكرناه وذات قرار مستقبل بل أن الأمر يحتم على اللجنة ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف وإمساك العصا من الوسط وبالفعل كانت تلك ملامح التوجه لقيادة اللجنة العليا للانتخابات ممثلة برئيسها معالي القاضي محمد حسين الحكيمي في إدارة الانتخابات الرئاسية المبكرة الذي تعامل مع المرحلة بشفافية مطلقة وبوعي لامس معه آمال وتطلعات وجراح اليمنيين وبحكمة الزاهد الذي لا يرضيه إلا بلوغ الهدف ولا يقبل دونه شيئا وبسجية القاضي الذي يصغي إلى ضميره عندما تصمت الأهواء استطاع أن يهيئ أجواء مناسبة للعمل ويذلل كل الصعوبات التي قد تعيق المرحلة تمكن من إعادة الثقة والنشاط في نفوس موظفيه إلغاء ببساطته كل الحواجز والتقاليد الطاووسية التي تحول بين المسئول وموظفيه شارك ومعه نائبه وأعضاء اللجنة الأجلاء موظفيهم أعمالهم خطوة الخطوة في ليلهم ونهارهم حفظ الحقوق وفعل الكوادر المهمشة أعطى الجميع صلاحية المسئول الأول استمع من الجميع فسمعه وفهمه ال

قد يعجبك ايضا