عبدربه منصور هادي ..


أحمد الجبلي
> جزى الله إخواننا في مجلس التعاون الخليجي عن الشعب اليمني خير الجزاء فقد كانوا خير عون له عندما اشتدت محنته وأثقلت الأزمة الطاحنة لما يزيد عن العام كاهله وجاءت مبادرتهم كالبلسم لتحدد معالم الطريق للخروج السلمي والآمن من تلك المحنة بعيدا عن أية خيارات أخرى كانت ستكلف الوطن الكثير .
وسط هذه العاصفة وجد الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه أمام مهمة صعبة لم يختارها بل ساقه القدر إليها فقرر أن يتحملها بروح المقاتل الجسور والقائد الشجاع الذي لا يتردد في اتخاذ القرار الحاسم حينما يتطلب الأمر ذلك. فاستجاب لنداء شعبه ودعوات المجتمع الإقليمي والدولي وعقد العزم على انتشال البلد من أوضاعه المتأزمة حتى لو كان الثمن حياته .
وبالرغم من توافق الأحزاب وفقا للبادرة فقد كانت الانتخابات الرئاسية المبكرة اختبارا حقيقيا لشعبية الرجل خاصة وقد كان هناك من راهن على عدم نجاحها حتى أن المتفائلين كانوا لا يتوقعون حصوله على أكثر من 60 – 65 بالمائة غير أن الإقبال الكبير والنسبة العالية التي حققها الرجل أسقطت ذلك الرهان وأدهشت المراقبين وأكدت أن دخول هادي إلى دار الرئاسة لم تفرضه المبادرة الخليجية أو توافق الأحزاب فحسب وإنما ساندته جماهير الشعب اليمني من سنحان حتى بيحان ومن خمر حتى الشحر.
لقد رأت جماهير شعبنا اليمني أن الرئيس هادي هو الأنسب والأصلح لقيادة البلد في هذه المرحلة العصيبة لما يمتلكه من صفات قيادية فذة وما يتميز به من صرامة وحسم .
قد يكون معروفا لدى الكثيرين بأن هادي رجل عسكري متمرس لكنهم ربما لا يعرفون أنه ابن شيخ قبلي بارز وسليل قبيلة عريقة في جنوب اليمن وعرöف عنه صرامته الإدارية ونبذه للفساد.
ويصفه أهل منطقته بأنه نظيف اليد وطيب النفس وفقا لصحيفة «الشرق» السعودية بعد زيارة قامت بها إلى مسقط رأسه في قرية ذكين بمحافظة ابين في شهر فبراير الماضي .
عبد ربه هو الابن السادس للشيخ منصور هادي درس الابتدائية في مدرسة «باروت» بمديرية الوضيع التي تقع فيها قريته والمرحلة المتوسطة في زنجبار في مدرسة دار المعلمين أيام السلطنة الفضلية والتحق بعدها بمدرسة المحمية البريطانية وهي الثانوية الوحيدة في عدن إبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن.
سافر إلى بريطانيا للدراسة في كلية سان هيرست الملكية ثم إلى أكاديمية ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية وأكاديمية فرونزا في الاتحاد السوفيتي.
ويحسب للرئيس عبدربه منصور هادي أنه طوال فترة نيابته للرئيس السابق علي عبد الله صالح ظل بعيدا عن كل ما يشوه صورته ويلوث سمعته فلم يسمع اليمنيون يوما أن أحد المقربين من عبد ربه منصور هادي اعتدى على أحد بل إنه – وحسب قيادي رفيع في المؤتمر الشعبي العام – شكا ذات يوم بعد توقيع المبادرة الخليجية من أنه اشترى قطعة أرض في صنعاء ودفع قيمتها ثلاث مرات حيث كان في كل مرة يخرج له مالك جديد ينازعه الملكية بالقوة وهو يرفض أن يجابه أحدا بالقوة رغم قدرته على ذلك.
ينتمي هادي إلى قبيلة آل مارم الفضلية التي تنتمي إلى قبائل آل بالليل أكبر قبائل آل فضل أكبر قبائل محافظة أبين والجنوب ومن قبائل اليمن المشهورة وينتمي إليها كثير من قادة الجيش اليمني قبل وبعد الوحدة.
ورغم انتماءه إلى قبيلة كبيرة إلا أنه لم يقرöب أحدا من شيوخ قبيلته أو يمنحهم مناصب أو مواقع مهمة في الحكومات المتعاقبة إبان فترة عمله في منصب نائب الرئيس بل إن غالبية اليمنيين وتحديدا في شمال اليمن لا يعرفون أن هادي ابن شيخ مشايخ قبيلة آل مارم ولا يزال محمد شقيق هادي الأكبر هو شيخ القبيلة إلى الآن.
يكشف قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام من المقربين من هادي أنه قدم استقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية قبيل انطلاق ثورة الشباب مطلع العام الماضي بفترة بسيطة وعرض على الرئيس صالح أن يقضي بقية حياته بهدوء في مدينة الحديدة الساحلية الواقعة غرب اليمن والتي يعرف أهلها من التهاميين بأنهم مسالمون ويميلون إلى الهدوء والبساطة في التعامل مع الناس وهو الدافع الذي دعا هادي إلى اختيار هذه المدينة مكانا ليعيش فيها بعيدا عن ضجيج السياسة.
ويقال أن هادي أيضا رفض عام 2006 الترشح لمنصب الرئاسة بديلا لصالح حين قرر الأخير عدم الترشح ووقع اختياره على هادي والمغفور له بإذن الله تعالى عبدالعزيز عبدالغني لخلافته الأمر الذي رفضه هادي ليعدل صالح عن قرار عدم الترشح ويعود للحكم .
بعد خروج المبادرة الخليجية إلى النور وضع المجتمع الدولي عبد ربه منصور هادي نصب أعينه واختاره خليفة لصالح كونه الوحيد القادر على إدارة المرحلة الحالية لقربه من مراكز صنع القرار ومعرفته بخفايا الأمور إضافة إلى أن جميع القوى السياسية لن ترفض وجوده كون المعارضة كانت طرحت اسمه لهذا المنصب قبل أن يسميه صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام.
بع

قد يعجبك ايضا