العزاء للشعب السعودي

عبدالله علي النويرة


عبدالله علي النويرة –

عبدالله علي النويرة
يحصل الموت كل لحظة في جميع أنحاء لعالم ويحزن الأقربون من الميت حزنا عميقا لأنهم الأقارب تأثرا بذلك الموت وهذا شيء طبيعي إلا أن هناك من بني الإنسان من يعم الحزن بموته ويصبح حزنا عاما يشمل فئات عديدة من المجتمع ينتمي إليه ذلك الميت وهذا هو حال الشعب السعودي الذي يلفه الحزن هذه الأيام بسبب وفاة أحد أركان الأسرة السعودية الحاكمة كيف لا والمنتقل إلى رحمة الله تعالى شخص بحجم الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي لا يستطيع أحد أن ينكر أنه كان أحد أقوى أفراد الأسرة الحاكمة في المحافظة على أمن واستقرار البلاد وأنه خلال أكثر من خمسة وثلاثين عاما قد أشرف على أمن المواطن السعودي من خلال تسلمه لوزارة الداخلية عام 1975م من بداية حكم المغفور له بإذن الله الملك خالد بن عبدالعزيز ومرورا بفترة شقيقه الملك فهد ووصولا إلى حكم الملك عبدالله وحتى وفاته وقد اكتسب خلال هذه الفترة الطويلة من العمل الأمني خبرة طويلة في مجال الأمن مكنته من تجاوز الكثير من الأزمات الأمنية التي كادت أن تعصف بالأمن في المملكة العربية السعودية بدءا من تفجيرات الخبر وتفجيرات الرياض ومحاولة العصابات الإجرامية أن يكون لها موطئ قدم في السعودية للانطلاق إلى بقية بلاد العالم ولكنه استطاع أن يقصقص أضافر هذه الجماعات الإرهابية بل ويقضي عليها وعلى خلاياها التي كانت تستعد للانقضاض على الأمن والسكينة العامة في المملكة وحقق نجاحا غير مسبوق في هذا المجال بعد أن كان هناك رهان كبير من قبل الكثير من أجهزة المخابرات العالمية والدارسين لفكر الجماعات الإرهابية على أنه يستحيل القضاء على هذه الجماعات الإرهابية نظرا لطبيعة مكونات المجتمع السعودي وأنها ستحول الأمن في المملكة إلى جحيم.
الأمير نايف ليس بالشخص العادي الذي تبوأ منصبا أمنيا في بلاده وأدى واجبه الذي يمليه عليه حبه لوطنه بل كان شخصية قوية لها قدرات غير عادية على استشراف المستقبل العربي وقد كان له شرف إقامة صرح أمني علمي عملاق على المستوى الأمني العربي وهو جامعة نايف للعلوم الأمنية العربية وهي أكاديمية تابعة لمجلس وزراء الداخلية العرب ويرأس مجلس إدارتها منذ إنشائها كمعهد ثم أكاديمية ثم جامعة وتعد من أفضل الأكاديميات الأمنية على المستوى العالمي وتهتم بالتدريب والتأهيل لمنتسبي الأجهزة الأمنية العربية ومركز للأبحاث الأمنية للوطن العربي وهو بهذا الصرح العلمي العملاق يؤكد أن الأمن العربي لا يمكن تجزئته وهو وحدة متكاملة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض.
مناقب الرجل كثيرة ولا يمكن أن يتم حصرها في عجالة ولكني أردت أن أسلط الضوء على نقطة واحدة وهي عمله الدؤوب في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار على المستوى المحلي »وطنه« والاقليمي »الخليج والجزيرة العربية« والعربي بل والعالمي حيث أكد الرئيس الأمريكي في عزائه بأن الأمير نايف كان شريكا قويا في مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي.
إن العظماء من الناس عندما يموتون لا تخسرهم أسرهم والمحيط الضيق من الأقرباء والأصدقاء بل تكون الخسارة عامة وعزاء الشعب السعودي أن الأمير نايف وإن كان قد توفاه الله إلى أنه قد ترك آثارا لا يمكن محوها بتقادم الأيام.
عزاؤنا للأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي الأبي ونرجو من الله له الرحمة والغفران والتوفيق والسؤدد لإخوته الكرام..
»وإنا لله وإنا إليه راجعون«.

قد يعجبك ايضا