فقدان المصداقية في وسائل الإعلام

عبدالله علي النويرة


 - دار حوار  جميل في الفيس بوك بين عدد من الشباب وكان مدار الحديث عن أحد المواضيع التي تشغل حيزا  كبيرا في اهتمامات الشباب خاصة والمواطنين عامة وقد
عبدالله علي النويرة –

دار حوار جميل في الفيس بوك بين عدد من الشباب وكان مدار الحديث عن أحد المواضيع التي تشغل حيزا كبيرا في اهتمامات الشباب خاصة والمواطنين عامة وقد كان من حسن الحظ أن النقاش كان عقلانيا وبعيدا عن التشنجات والألفاظ غير السوية لأن الموقع الذي دار فيه النقاش يشترط عدم الدخول في النقاشات السياسية كون ذلك الموقع اجتماعي بالدرجة الأولى ولكن المشرفين عليه يغضون الطرف إذا كان النقاش هادئا وبعيدا عن العبارات المستفزة المهم كان النقاش محتدما بين الشباب وكل منهم معتمد على ما استقاه من معلومات حصل عليها من المواقع الأخبارية في الأنترنت وقد تدخلت بينهم ملطفا الأجواء راجيا منهم أن لا يتكلم كل منهم على أن ما قرأه في تلك المواقع الإخبارية شيء مسلم به خاصة وأن كل فئة تنتقي الأخبار التي تعجبها أو التي تتوافق مع ميولها وتترك جانبا الأخبار والتحليلات التي لا تتوافق مع أهوائها.
إن ما يحصل من غش وتدليس في بعض المواقع الأخبارية بل وفي الصحف الملونة الموجودة في الأرصفة شيء لا يصدق وقد لا يحصل في أي مكان في العالم فقد بلغ الأمر ببعض المواقع أنها لا تكتفي بتضخيم جزء من الخبر وتخفي جزءا آخر ولا تكتفي بأن تجتزئ جزءا من موضوع وتخفي جزءا آخر بل بلغ ببعض المواقع وبعض وسائل الإعلام أن تختلق خبرا آختلاق وهو غير موجود على الإطلاق ولا تخجل هذه المواقع والوسائل الإعلامية حين ينكشف الأمر سريعا ويعرف القاصي والداني أن ذلك الخبر ليس له أساس من الصحة وأنه من أوله إلى آخره كذب وتضليل وخداع.
لقد أصبح أحدنا عندما يقال له خبر يسارع إلى السؤال عن مصدره وأين تم نشره وبمجرد أن يعرف المصدر يمط شفتيه قائلا لا تصدق لذلك الموقع فهو تابع للمطبخ الإعلامي الفلاني وكل ما ينشر فيه هو كذب واختلاق وتسمع خبرا آخر وتسأل عن مصدره فيقال لك الموقع الفلاني أو الصحيفة الفلانية فتقول هذا كذب هذا الموقع أو الصحيفة تابعة للفئة الأخرى وهكذا دواليك كلا يغني على ليلاه.
إن المصداقية في كثير من الوسائل الإعلامية أصبحت شبه معدومة إلا من رحم الله وقليل ما هم وهذا الأمر بحاجة إلى وقفة جادة ومخلصة من قبل من يعنيهم الأمر خاصة نقابة الصحفيين التي لا نعلم ماهو دورها في تحجيم هذه الظاهرة وأين ميثاق الشرف الذي يفترض أن يلتزم به كل من ينتسب إلى الإعلام وكيف السبيل إلى إيقاف هذا الكم الهائل من الأخبار الكاذبة والمضللة والتي تؤدي إلى توتير الأجواء وخلق نوع من الضغط النفسي وزيادة الفرقة والشحناء والبغضاء بين المواطنين.
إننا نعلم يقينا أن هناك وسائل إعلام هي عبارة عن دكاكين وشقق يتم تأجير ها لمن هب ودب وهي من أنواع التجارة التي يقال أنها شطارة ولكن كيف السبيل إلى أن يلتزم الجميع بالحد الأدنى من المصداقية والاكتفاء بتضخيم ما هو موجود بالفعل والتعتيم على الأشياء التي تتعارض مع رغبة هذا الطرف أو ذاك بدلا من الكذب البواح الذي يجعل الإنسان يشعر بالغثيان كلما قرأ خبرا في أحد المواقع أو إحدى الصحف يا هؤلاء اتقوا الله فينا واعلموا أن الرسول الأعظم قال في أحد الأحاديث بما معناه إن المسلم لا يمكن أن يكون كذابا في الوقت الذي قد يقترف غيره من المعاصي ويبقى مسلما.
هدانا الله سواء السبيل .

alnwoirah3@gmail.com

قد يعجبك ايضا