هامش الحزن في حياتنا
عبد العزيز الزر يقي
عبد العزيز الزر يقي –
تتسع هوامش الحزن في حياتنا اليومية من فقدان الأحبة , والأعزاء علينا ,ولا عزاء لنا ,بالطبع سوى الصبر ,واحتساب الأجر عند الله.
في الأمس القريب ودعت تعز الشيخ/ قاسم بجاش, كواحد من رجالها الأخيار ,ومن أبرز الشخصيات الوطنية ,والاجتماعية المعروفة, ووالد الأستاذ الصحفي القدير/ عبد الرحمن بجاش.
وأنا عائد من صالة العزاء اجتاحتني مشاعر الأسى والحزن ,وتواردت الخواطر في عقلي ووجداني, وسؤال كبير ومحير.. ما الموت والغاية منه¿.
يمثل الموت ولادة جديدة للإنسان المؤمن, وهو حقيقة كونية أزلية يتذوقه كل كائن حي.
نعيش الموت بشكل يومي ـ شعرنا أم لم نشعرـ فعلى مستوى المشاعر,عندما نحزن ونكتئب وتجتاحنا خيبات الأمل نقترب كثيرا من الموت ,وعندما نفرح وتشرق أيامنا الباسمات فإننا نقترب من الحياة, ففصل الربيع حياة ,والخريف موت.
فعملية البناء هي الحياة والهدم هو الموت, وأن يعيش شخص ما بإيجابية في الحياة فهو في حياة, وعكسه من يعيش في سلبية فهو في موت غير معلن.
الموت موعظة للأحياء ,ورحيل قسري لا اختيار لنا فيه, ومن منا لم يودع ويواري الثرى عزيزا على قلبه ,كان يظن أن الحياة مستحيلة بعده إنه الحنين إلى النشأة الأولى .
ما نتعلمه من دروس وعبر من هذه المناسبات الحزينة هو: إن المآتم, وصالات العزاء لحظة سانحة يلتقي فيه الأهل, والأحبة ,والأصدقاء ,وحتى الأعداء والذين فرقتهم منغصات الحياة اليومية ,والجري وراء لقمة العيش الهاربة ,وكذا هامش وفرصة لنسيان الآلام , والتئام الجروح التي تتراكم يوميا ,وبفعل الصراعات الاجتماعية, والسياسية, والذي أبتلي بها هذا الوطن الحبيب ,وأصبحت تنغص علينا حياتنا, وتضعنا في دوامة من الهموم, والخوف على الحاضر والمستقبل.
كنت أشاهد تبادل التحايا, والقبلات ,و بين أشخاص فرقتهم السياسة بين (أزمة), و(ثورة), وفي الأخير اتفقوا على كلمة سواء وهي (ثورة تغيير) لغد أفضل لنا, ولأجيالنا.
أدركت.. كم هي وشائج القربى, والمحبة ,والألفة , والوئام المتجذر في قلوب, وأفئدة اليمنيين, والقدرة على لملمة , ونسيان الأحزان, والجراحات بمقيل بسيط, وفي حضرة آيات من الذكر الحكيم, وموعظة, ودعاء.
أجدد تعازينا الحارة إلى أستاذنا عبدالرحمن بجاش, وإخوانه, وأفراد أسرته, مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته, وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إلية راجعون).