الحوار.. من أجل الوطن
هناء علي الحكمي
هناء علي الحكمي –
> تعود إلى الساحة الوطنية والسياسية مسألة الحوار الوطني والتي تثير هذا الأيام لغطا كبيرا وتجاذبا إعلاميا غير مبرر ويعتبر الحوار الوطني مخرجا منطقيا وعقلانيا للازمة المستفحلة في هذا البلد والتي كادت أن تؤدي بالوطن إلى الهاوية ومسالك الخراب ويمكن أن نعتبر الحوار مخرجا مناسبا إذا كان تحت سقف الضروريات الوطنية لكي نخرج من عنق الزجاجة كما وصفها رئيس الجمهورية ولتجنب الهزات الارتدادية السلبية الناتجة عن المتغيرات الإقليمية والداخلية والعبور إلى ضفة الأمان بأقل الخسائر الممكنة.
> وانطلاقا مما تقدم يصبح الحوار واجبا دينيا ووطنيا ينطلق من ثوابت اساسية يجمع حولها المتحاورون اهمها المصداقية والجدية وحب الوطن وترتكز على قاعدة الوحدة الوطنية والترفع فوق الصغائر والمصالح الآنية والضيقة.
> ولا بد أن نضع نصب اعيننا أن قيام الدولة وبناء اليمن الجديد يتطلب تضافر جميع الجهود من أجل الجيل الواعد وأن نركز على مصلحة الوطن من دون انتقاء أو تمييز فلا انتصار لفريق دون آخر ولا أفضلية لحساب فريق على آخر.
> فالحوار هو المنهج الاقرب والطريقة الأمثل والسبيل العملي لتقريب وجهات النظر المتباعدة ولا بد من قواسم مشتركة بين جميع الأطراف ومبادئ عامة يسير عليها الجميع والحوار أصوله وثقافته فلا يمكن أن تلغي الآخر ولا تستطيع أن تقيد الآخر ولا تفرض نتائج وشروطا مسبقة على الآخر وفي الحوار لا يمكن أن تبقى حيث أنت ومن حيث بدأت.
> نحن في هذا البلد مختلفون ولكن ليس على كل شيء منقسمون إعلاميا وسياسيا ولكن بمجرد أن نبدأ يزول كل شيء.. إن الحوار العقلاني والبناء يعتمد على حب الآخر وعدم سوء الظن بالجميع وتقديم التنازلات وازاحة العراقيل من جميع الاطراف لأنها فرصة تاريخية ولا تعوض في بناء اليمن الجديد ولا نريد أن يكون حوارا غوغائيا عقيما يجر البلد إلى مزيد من الاحتقان والانقسام والتفتيت نريد حوار يقود إلى بر الأمان والسلم الاجتماعي والدولة القوية القادرة والفاعلية.
> وأعتقد أن ترشيح لجنة الحوار من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني واطياف المجتمع تعتبر خطوة متقدمة وذلك في الاختيار الموفق لأعضاء تلك اللجنة ولا يهم الشخصيات بقدر ما يهمنا ما ستسفر عنه النتائج والمهم في ذلك كله توفر النوايا الطيبة والحسنة.. حفظ الله وطننا من كل مكروه.