الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة الحديدة.. مـــدينـــــة ومـــــدي

محمد محمد العرشي•


محمد محمد العرشي• –

< إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيون وأوجه نداء لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعا على استغلال هذه الثروات بدلا عن الصراعات السياسية والتفكير في كيف نحكم بدلا عن من يحكم.
أخي القارئ الكريم …
كلما توغلنا في دراسة ومعرفة بلادنا في جميع محافظاتها ومديرياتها كلما تأكد لنا أن اليمن تمتلك ثروات سياحية وزراعية وعلمية وبشرية تجعلها من أغنى الدول في المنطقة لأن ثروات تلك الدول تعتمد على الثروة النفطية والتي هي قابلة للنضوب بينما ثروات بلادنا دائمة ومتجددة وصفها الله سبحانه وتعالى بالبلدة الطيبة وما علينا إلا أن نعيد إكتشاف بلادنا بمديرياتها المختلفة لنتعرف على مكونات الثروات التي حبانا الله سبحانه وتعالى.
وفي هذا العدد نتناول مدينة ومديرية الزيدية. وهي من أهم المدن اليمنية التهامية التي تقع على وادي سردد شمال شرقي الحديدة بمسافة 62كم وتنسب إلى زيد بن ذوؤال بن عك ويقال أنها كانت تعرف قديما بإسم مدينة بيت الفقيه أبن حشيبر وقد أسست في القرن السابع الهجري ولاسيما بعد إندثار مدينة المهجم التاريخية ومعظم سكان مدينة الزيدية ممن نزحوا من مدينة المهجم وقد كان فيها حركة علمية مباركة ذكر المرحوم المؤرخ عبدالرحمن الحضرمي في (كتابه تهامة في التاريخ) عشرة من أعلامها منهم العلامة محمد عبدالله الزواك والعلامة محمد بن عبدالله صائم الدهر والعلامة أبي قاسم الوشلي وتنقسم حارة مدينة الزيدية إلى حارتين الحارة الشرقية وتضم بني الملاح وبني صائم الدهر وبني حسين وبني نمص وبني الشحاري وبني عامر والحارة الغربية وتضم الحي الغربي والحي الغربي الشمالي وحي بني خمجان وحي السادة أهل الخضراء وحي الجامع الكبير وتعتبر مدينة الزيدية من أهم مراكز الصناعة الحرفية في محافظة الحديدة خصوصا وفي اليمن عموما ولاسيما صناعة الحلي الفضية والذهبية والسيوف والخناجر المشهورة في تهامة وكذلك الصناعات الخزفية ويوجد بها معاصر لزيت السمسم وفي الزيدية يصنع الحصير من شجر الدوم ويستخدم بمثابة فرش كما كان يستخدم لبناء مساكن أشتهرت في وادي سردود وتهامة على شكل عرايش. ومديرية الزيدية تبلغ مساحتها 495كم2 وعدد سكانها 95.553نسمة ويحدها من الشمال مديرية القناوص ومن الجنوب مديرية الضحي وباجل ومن الشرق مديريتا الضحي والمغلاف ومديرية ملحان من محافظة المحويت ومن الغرب مديريتا القناوص والمنيره وهي تتكون من أربع عزل الحشابرة والزيدية والعطاريه والقباعه. وتعتبر مديرية الزيدية من أهم المناطق الزراعية في تهامة لكونها تقع على وادي سردود وتزرع العديد من المحاصيل الزراعية مثل الذرة والدخن والقطن والتنباك والسمسم وبقية المحاصيل التي تزرع في تهامة. ويوجد في قضاء الزيدية جبل الحوض حيث ينزل الماء إلى بئر قديم متصل ببئر أصغر منه ومن البئر الصغير يصب الماء إل حوض بأسفل البئر إلى أسفل الجبل ويتجه لسقي أراضي الصافيه والجبل يقع في إطار التقسيم الإدراي لمديرية ملحان التي تحادد مديرية الزيدية من الشرق.
ومن أهم معالم مدينة ومديرية الزيدية:
مدينة الـمهúجمú: وهي بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الجيم وسكون الميم وهي من المدن اليمنية التي سادت ثم بادت في اليمن وتقع قبال مدينة الزيدية من جهة الشرق وهي من المدن اليمنية التاريخية التي كانت معروفة قبل الإسلام وقد وصفها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) بأن طولها مثل طول مدينة زبيد وعرضها مثل عرض مدينة صنعاء وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجمه بأنها بلدة من أعمال زبيد اليمن وبينها وبين زبيد ثلاثة أيام ويقال لناحيتها خراز وقد وصف مدينة المهجم القاضي المرحوم محمد علي الأكوع بأنها كانت مدينة عامرة من أمهات مدن الجزء الشمالي من تهامة بل عاصمتها وقد لعبت دورا بارزا في الحضارة اليمنية وفي إزدهارها وكان يوجد فيها جامع مشهور بقبابه والتي بلغت 300قبة مضوبة وقد عمره الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول 647-694هـ الموافق 1249-1295م ولم يبق من هذا الجامع إلا بقايا منارته فقط ولا شك أن موقع مدينة المهجم على وادي سردود قد لعب دورا بارزا في إزدهار الحركة التجارية والصناعية والزراعية لهذه المدينة ومن ضواحيها أم الدهيم التي كانت تقع على وادي سردود التي قتل فيها الملك علي محمد الصليحي وأخاه عبدالله 459هـ وهما في طريقهما لأداء الحج حيث هجم على معسكر الصليحيين سعيد الأحول وأخاه جياش وكانوا في ذلك التاريخ هم سلاطين الدولة النجاحية وقد تم

قد يعجبك ايضا