الخوف‮ .. ‬من الحوار الوطني¿‮!‬

عبدالله عمر باوزير


 - هل نريد بناء دولة قابلة للاستمرار¿‮! ‬وهل نريد التقدم والتحديث والاحتكام للقانون فعلا¿ وهل بالمناطقية‮ ‬يمكن أن نخرج بجدية إلى بناء دولة¿‮! ‬أسئلة خطرت على بالي‮ ‬وأنا أغادر فندق
عبدالله عمر باوزير –

هل نريد بناء دولة قابلة للاستمرار¿‮! ‬وهل نريد التقدم والتحديث والاحتكام للقانون فعلا¿ وهل بالمناطقية‮ ‬يمكن أن نخرج بجدية إلى بناء دولة¿‮! ‬أسئلة خطرت على بالي‮ ‬وأنا أغادر فندق صلالة في‮ ‬مدينة المكلا فجر العاشر من شهر رمضان المبارك وفي‮ ‬نهاية حوارات تصادمت خلالها الأفكار والعواطف إلى درجة التعصب الشخصي‮ ‬والإصرار على صحة المعلومة فضلا عن صحة الرأي‮ ‬ورفض ما‮ ‬يناقضه‮.‬
دفعت بي‮ ‬تلك الجلسة التي‮ ‬ضمت عددا‮ ‬من مثقفي‮ ‬مدينة المكلا على اختلاف توجهاتهم‮ – ‬المستقبلية المراهنة على استثمار ما أفرزته الأزمة السياسية وما ظهر جليا‮ ‬في‮ ‬الخطاب السياسي‮ ‬والإعلامي‮ ‬بل والديني‮ ‬‭_‬الإسلاموي‮ ‬في‮ ‬هذا المجال منصرفا إلينا لا بصفتنا شعبا أو دولة ولا حتى أحزابا إلى‮ ‬غير ذلك من التعريفات والمفاهيم المجردة‮ ‬بل بصفتنا أفرادا وجماعات فرعية‮ -‬جغرافية واجتماعية‮- ‬أوصلها ذلك الخطاب الرسمي‮ ‬والحزبي‮ ‬إلى حالة من البحث عن ذاتها في‮ ‬ماضيها السابق لمرحلة التشطير!¿ الذي‮ ‬يطالب به البعض على أساس العودة إلى ما قبل الوحدة في‮ ٠٩٩١‬م في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يطالب آخرون بفدرالية من اقليمين للحفاظ على الدولة‮ ‬موحدة اتحاديا دونما اعتبار لما أفرزته ممارسات أطراف الأزمة‮ ‬بما فيها الساحات الشبابية من جهوية‮ ‬ومناطقية‮ ‬فجة أو حزبية ضيقة تحت وطنية‮ ‬لم تعد شعاراتها قادرة على ستر وجوهها وأجسادها العشائرية والفئوية‮!! ‬لتنقل الأزمة من بعدها السياسي‮ ‬إلى البعد الوطني‮ ‬الأمر الذي‮ ‬لم تعد معه‮ ‬التسويات السياسية الوسيلة المثلى لإخراج اليمن من أزماته ما لم نفهم ما ألقت به الأزمة السياسية وتسببت فيه الانقسامات العسكرية والأمنية في‮ ‬واقع الحياة الاجتماعية والسياسية المتفاعلة خارج صنعاء المنشغلة بمساومات الخارج وترضيات‮ ‬الداخل في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تدار البلاد بحكومة متناقضة وغير قادرة على مغادرة تنافرها إلى الحد الأدنى من الوفاق مما ساهم في‮ ‬تفاقم الأوضاع‮ ‬وتأزمها إلى الحد الذي‮ ‬تسبب في‮ ‬تسيب إدارات المؤسسات العامة للدولة ومنها المؤسسات الأمنية والعسكرية‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬أوجد حالة من الخوف المعيق للسير قدما في‮ ‬تنفيذ أهم بنود المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية‮ (‬الحوار الوطني‮ ‬الشامل‮!!) ‬الذي‮ ‬تقع عليه مهمة ومسؤولية إعادة صياغة الدولة اليمنية من خلال تركيبة بنيانها الإداري‮ ‬والقانوني‮ ‬لا في‮ ‬إطار الهياكل التي‮ ‬تداعى بعضها ولا‮ ‬يزال بعضها الآخر‮ ‬يواصل مقاومته من أجل البقاء بل وللحفاظ على امتيازاته ومراكز تأثيره في‮ ‬القرار السياسي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬مستقبلا!¿ مما فاقم الأزمة وأدى إلى المزيد من الشروخ والتصدعات داخل المؤسسات الاستراتيجية والسياسية الحكومية في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬بدا واضحا عدم الانسجام‮ ‬لا بين مؤسسة الرئاسة والحكومة فحسب بل وانعدام الوفاق داخل الحكومة للنهوض بمهامها للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني‮ . ‬إلى حد الانشغال بترتيب أوضاع الفاعلين من أطرافها في‮ ‬المرحة القادمة لا الانشغال بما‮ ‬يجب أن تكون عليه تلك المرحلة‮ ‬‮ ‬من هنا تبادرت إلى ذهني‮ ‬تساؤلات وهي‮ ‬ما نوعية الحوار الوطني‮ ‬الذي‮ ‬سنذهب إليه¿ وهل هو لمغادرة الأسباب المولدة للأزمات¿ أم لإعادة ترتيب مكانة الفاعلين فيها¿‮ ‬
قد تبدو تلك

قد يعجبك ايضا