القوارح.. والسلام على غير الضيف!

علي ربيع


 - *تداولت وسائل الإعلام الحكومية خبرا عن إلقاء الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة القبض على ثلاثين متهما بإطلاق النار والألعاب النارية في الأعراس وقالت إن الداخلية قد اجتازت أعراس
علي ربيع –

*تداولت وسائل الإعلام الحكومية خبرا عن إلقاء الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة القبض على ثلاثين متهما بإطلاق النار والألعاب النارية في الأعراس وقالت إن الداخلية قد اجتازت أعراس الخميس والليالي الملاح بنجاح عبر حملة أمنية مكونة من ثلاثين طقما عسكريا وأنا لا أملك سوى أن أقول: ألف تحية للداخلية ويا مليون مرحب بمناسبة هذا الإنجاز .
* الخبر استدعى في ذهني قصة قبل عامين حين أقام أحد أصدقائي وهو شخص مثقف ورجل متحضر عرسا لولده وفي المساء أطلق الأولاد في الحارة ألعابا نارية ابتهاجا بالمناسبة السعيدة باعتبار أن “القوارح” ضرورة فرائحية في الذاكرة الجمعية لهذا الشعب “المقرح” كابرا عن كابر.
*لم يكن لصديقي ولا لأسرته دخل بإطلاق الألعاب النارية وبحكم قرب المنزل من قسم الشرطة أقبل طقمان عنتريان للقبض على العريس حلف صاحبي أنه ليس له دخل ولم يطلق الألعاب النارية لكن أيمانه لم تجد أذنا صاغية في الأخير تم التفاوض أن يتركوا العريس يكمل طقوس الزفة ويأخذوا معهم أخاه ليودعوه السجن وتعرفون الخميس والجمعة إجازة ولا ضابط ولا مدير منطقة يمكن الوصول إليه اتصل لي صديقي وأمضينا يومين شريعة الداخلية والأمانة والمنطقة والقسم وخرج ابن صديقي ليلحق بقايا الفرحة في عيني أخيهبالطبع بعد أن أخذ الجماعة في القسم حقهم.
* أزيد على القصة أنه بسبب الحكم المحلي اختلطت الأوراق وتحتاج أن “تشارع” على خطين غرامة للمجلس المحلي وغرامة للعسكر ولو لم تكن أنت مطلق” القريح” المهم أنت صاحب العرس وكأنه من المفترض بك أن تجند فيلقا من الجنود لملاحقة “المقرحين” أو تنفذ حملة على بائعي الألعاب بالتجزئة والجملة في شوارع صنعاء قبل أن تفكر في إقامة أي عرس!
*الشاهد في القصة يا أمين العاصمة ويا وزير الداخلية أن هذه الحملات قد تكون مدخلا لابتزاز الناس وتكدير حياتهم فوق ما هي مكدرة ومغبرة ويجب أن تخضع المسألة لضوابط ورقابة صارمة وإن شئتم رأيي فأنتم “تسلمون على غير الضيف”.
*أين هي الأطقم الأمنية والمباحث والاستخبارات وعسس الوطني والقومي منذ دخول كل هذه الأطنان من المفرقعات وشحنات الأسلحة والذخائر¿ من يستوردها¿ من يسوقها¿ من يحميها¿ كيف تصل أمانة العاصمة¿ كيف توزع وتباع¿ أجزم يقينا أنكم تعرفونهم بالاسم وتريدون إنفاذ القانون فقط على المسكين صاحب العرس.
*دعونا من الأعراس والمعرسين وقولوا لنا أي الأمرين أهم “قريح” الأعراس ومفرقعاتها أم المسلحون المتجولون في الأسواق والحارات والشوارع العامة¿ من يبيع السلاح والذخيرة من يستورد من يوزع من يحمله نهارا جهارا¿ وماذا عن المرافقين المسلحين بالعشرات للزعامات القبلية¿ مرافق أو اثنان أو ثلاثة خلوهم خمسة مش مشكلة أقول العشرات أين الدولة وأين القانون¿ لا أرانا في هذا البلد إلا كبني إسرائيل في حديث نبوي يقيمون الحدود على الضعفاء وينحنون لعبث العلية من القوم.
*لقد قدرت بعض الدراسات خسائر اليمن بـ 18مليار دولار في العشرين عاما الأخيرة جراء استخدام السلاح وحمله سواء في الأرواح أو الممتلكات في حين تقول بعض التقديرات أن في اليمن مايزيد عن ستين مليون قطعة سلاح وتمثل كابوسا حقيقيا على الأمن والسكينة وتوفر مناخا ملائما لازدهار العنف ونمو التطرف والصراعات السياسية هاهنا مربط الفرس أيها الملاحقون لـ”قريح الأعراس”.
*قانون حمل وحيازة السلاح من سنوات في أدراج مجلس النواب المبجل وبحاجة لمن يبعثه من قبره والمرفقعات بحاجة لقانون مجاور ينظم استعمالها والأنواع المسموح بها وأوقات استعمالها وأماكنها لأنه من الاستحالة أن يتخلى هذا الشعب عن “قوارحه” ولأنه كذلك فلنهذب له هذا الاستخدام بالقانون.
*الأطفال في الأعياد والأعراس والمناسبات الفرائحية ينفقون مدخراتهم بقلب راض في شراء “القريح” الأصوات تبهجهم وإن أزعجت المخزنين في المقايل الأضواء الملونة في ليل السماء تدهشهم ولهذا كان أهم سبب ملح للسفر إلى القرية في العيد المنصرم بالنسبة لولدي ذي الثمانية أعوام هو حصوله على الألعاب النارية وممارسة ثقافة “القراح” التي تشربهاـ رغم أبويه ـ من واقع اجتماعي لا يعترف بـ”غير المقرحين” وحملة “الكلاشنكوف” و”المكروف” وأبناء عمومتهما.
*بالمناسبة باعت الولايات المتحدة الأميريكية في 2011م أسلحة بـما يزيد عن 66مليار دولار لأول مرة في تاريخ مبيعاتها أتساءل كم كان حصة السوق اليمنية منها¿¿ أخشى أن يأتينا الجواب أكثر إذهالا م

قد يعجبك ايضا