رمضان فرصة للتحرر من السمنة وتهديداتها
د. أحمد عبد القادر الكمال

د. أحمد عبد القادر الكمال –
السمنة مشكلة لا يدرك مساوئها إلا من عانى الأمرين من فرط قيودها وأثرها السيئ على حركته ملبسه مظهره العام نشاطه اليومي وعلى صحته أيضا.
ولا نقصد بها الزيادة العادية أو القليلة في الوزن وإنما المفرطة التي تنفخ وتثقل الجسم وتنعدم معها مرونة الحركة فلا هي براحة ولا تأتي بخير بل شر مستطير يجهله أو يغفل حقيقته الكثير من الناس..
وإذ بنا نعيش أجواء الشهر الفضيل الذي كلف فيه بعض الصائمين الاهتمام بشراء وتناول صنوف من الأطعمة تزيد الوزن بشكل مفرط يقف الدكتور/ أحمد عبد القادر الكمال- اختصاصي صحة عامة وأمراض المناطق الحارة على معالم خطورة هذا الإفراط وتداعياته على البدينين واضعا حلولا مناسبة للتخفيف من الوزن الزائد حيث قال:
تبدو النظرة إلى السمنة مختلفة بعض الشيء في مجتمعنا فكثير ما ينظر إليها بعين الإعجاب باعتبارها راحة ما بعدها راحة ونعمة يحسد عليها البدين وهذا- بلا شك- ضرب من سوء التقدير أو الجهل بحقيقة أضرارها على الصحة يستحث فينا إسداء النصح والإرشاد لمن يعانون السمنة للعمل على إنقاص أوزانهم فيصيروا إلى أوزان ملائمة لصحتهم وكذا لتجنبهم أمراضا خطيرة تترتب على بقائهم بدينين.
وهكذا أجد في صيام شهر رمضان فرصة حقيقية لإنقاص الوزن والتخلص من الدهون بشكل صحي شريطة أن تتم الاستفادة القصوى منه لما فيه من امتناع ومراس على التخلي عن الطعام والشراب لساعات طويلة تمتد لتشمل فترة النهار كاملة لكنه لا يستقيم ولا يكون مجديا للسمين إلا إذا اتبع نمطا غذائيا سليما تقل فيه السعرات الحرارية لا أن يكون كالبعض ممن يغادرهم شهر رمضان وقد ازدادت أوزانهم بدلا من الإبقاء عليها ضمن المستوى الطبيعي.
لا ينبغي- إذن- مع الصيام الأخذ بمسألة التعويض ليلا فينكب السمين مفرطا علي تناول المأكولات الغنية بالبروتين والدهون والأطعمة النشوية والحلويات الرمضانية فبهذه الحصيلة الغذائية يضاف إلى جسده المزيد من التراكمات الدهنية التي- بدرها- تضيف المزيد من الوزن.
إن السمنة المفرطة وازدياد تراكم الشحوم في البدن تشكل خطرا حقيقيا على الإنسان يبقيه عرضة لعلل سيئة للغاية: كتصلب الشرايين ارتفاع الضغط الدموي تشمع الكبد داء السكري أمراض القلب العضوية إلى جانب النزيف الدماغي وغيرها من الأمراض الخطيرة.
وللبدانة أسباب أهمها تضخم المدخول الغذائي بنسبة تزيد على المجهود العملي الذي يقوم به الشخص وهي مرتبطة بعوائد التغذية التي اعتاد عليها الشخص منذ صباه.
ويعتبر الصيام وسيلة مجدية فعالة في إذابة الشحوم في البدن واعتدال استقلاب الأغذية فيه وبمشاركة الجوع للعلاجات الفيزيائية كالمشي التمارين الرياضية والتدليك فإن هذا لا شك يعطيه أفضل النتائج وليست هذه الوسائل مؤذية حتى تفضي إلى نتائج وخيمة كالحال عند استعمال الهرمونات والمدرات ومثبطات الشهية التي يهرع إليها البدينون بغية إنقاص وزنهم.
كما إن الامتناع عن الطعام بصيام النهار وزيادة النشاط والحركة أثناء الليل مع أداء صلاة التراويح والقيامعوامل مؤثرة تساعد في خفض الوزن بزيادة معدل استقلاب الغذاء بعد وجبة السحور̷