النائب والوزير!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
لأول مرة لا تعدل نتيجة الثانوية العامة خفضا ولا رفعا!! ولا حاجة بي لأن أذكر بما كان يحدث فالجميع يعرف ذلك ما يهمني هنا هو الصورة التي ظهر بها وزير التربية ونائبه فقد تحدث كثيرون ليس بمناسبة إعلان النتائج بل عن علاقة طبيعية طيبة ومطلوبة تشاد أركانها بين المسؤولين إذا ما استمرت ولم يخربها منú مهمتهم تخريب كل صورة جميلة فسنرى نتائج هذه العلاقة العقلانية القائمة على ما قاله فولتير حين نتحدث عن الانتماء السياسي سنرى تربية وتعليما آخرين تمنيناهما ولا نزال.
وللأمانة فقد صادف أن استمعت إلى الأخ نائب الوزير ذات صباح من الإذاعة فلم أصدق إلا حين أصخت السمع جيدا لأفاجأ بنائب يتحدث عن الوزير بأمانة بل ويشيد به وهما في الأخير من حزبين نفترض أنهما على طرفي نقيض وجرت العادة من عام تسعين أن النائب أو العكس عليه أن يثبت رجولته بالاختلاف والصراخ مع الآخر حتى يرضى عنه حزبه ويعظم له التحية «شباش» ليتمخطر هو فرحا كالطفل أنه خرب المائدة!! استمعت للنائب وهو يشكر الرجل بينما كان الوزير مسافرا حسب النائب.
هذه العلاقة النموذجية سمعت صديقا يعمل في التربية والتعليم هو الباحث بدر الحيدري يحدثني عنها بإعجاب واستمع إليه منú كان في المقيل باهتمام شديد غير مصدقين!! لكنني صدقت ومن يوم أن استمعت إلى حديث النائب في الإذاعة وأنا أنتظر – كالمعتاد – الخلاف الذي هو كالقضاء والقدر فإذا به لم يحدث وإذا بي أسرع إلى قلمي وأسجل للأجيال أن وزيرا ونائبه – برغم انتمائهما لحزبين مختلفين – لم يختلفا.
الآن نحن أمام نموذجين : أمين العاصمة في القدرة على اتخاذ القرار وعدم انتظار الضوء الأخضر الذي هو بيد المسؤول فهناك كثيرون يظلون يعلقون عجزهم على ضوء هو بيدهم فإذا نظروا للمسؤولية على أنها تكليف اشتغلوا وأنجزوا واذا هم من العاجزين ظلوا يتشبثون بعدم منحهم الضوء النموذج الثاني ها هو أمامنا وعلى كل وزير ونائبه أن يحرك رأسه في اجتماع مجلس الوزراء كل أسبوع ولا يتحرج ويقولها بعد أن يقرأ المعوذتين : كيف يا دكتور أشول كيف استطعت أن تكبر على حزبيتك¿
أنا سأحاول تقمص شخصيته وأقول : السر أن الوطن فوق الانتماءات ثم منú قال إن الانتماء الحزبي عائق أمام أن تطبع علاقتك بمنú حولك حتى تنجز ويحسب لك وعلى نواب الوزراء أن يتصل كل منهم بالدكتور الحامدي ويسألونه : كيف استطعتم بشرط أن يعملوا بالوصفة في وزاراتهم.
نحن أمام تجربة نتمنى لها النجاح وأنا واثق أنها ستستمر لأن الرجلين يدركان أن إعادة بناء هذه البلاد تبدأ من التعليم حيث عليهما أن يعيدا الاعتبار للتربية ترى هل علي أن أقرأ : «وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا…» في وجه حزبيهما¿ فقد أكون أخطأت ونبهتهما إلى أن هنا وزيرا ونائبا متفقين في الوزارة أرجو أن يخيب الحزب والتنظيم ظني لكن ظني لن يخيب فإرادة الرجلين متوفرة ويدركان أن الأحزاب من أجل الأوطان وليس العكس الوزير والنائب نرفع كوافينا احتراما.