انتهاك حقوق المرأة والطفولة
د. محمد علي بركات

د. محمد علي بركات –
Drbarakato@gmail.com
الأمية والجهل والفقر وقانون الأحوال الشخصية في اليمن الميمون عوامل أربعة تضافرت على انتهاك حقوق المرأة والطفولة .. وأحيانا ربما يكون الطمع أو التقديرات الخاطئة أو غيرها أحد تلك العوامل التي تدفع الآباء إلى تزويج بناتهم في سن صغيرة دون إدراك للعواقب الوخيمة التي تجلبها تلك الزيجات الفاشلة ..
تضاف إلى ذلك العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة المتوارثة التي تحث على الزواج المبكر .. وكذا قصور الوعي لدى الآباء والأمهات واعتقادهم غير الصائب بأن زواج صغيرات السن يشكل حماية وتحصينا لهن وذلك له كبير الضرر ..
الأمر الغريب والمحزن أن هناك بعض المتعلمين والمثقفين يرددون المثل الشـعبي ( زوج بنت الثمان ….إلخ ) متبنين نفس وجهة النظر ..!! فإذا كانت تلك هي رؤية المتعلم كيف إذا سيكون منطق الأمي الذي ربما لا يدرك ما يجلبه ذلك الظلم البين من خطر .. والحالات المأساوية الناتجة عن زواج الفتيات صغيرات السن عديدة .. ومنها تعرض الزواج للفشل جراء عدم وعي الفتاة الصغيرة بتفاصيل شؤون الحياة الزوجية لأنها لم تصل إلى سن الزواج المسموح به قانونا وشرعا ولأنها تجهل مسئوليات الزواج المتعددة .. وقد تتعرض للطلاق في سن الطفولة وهي لم تتجاوز الثالثة أو الرابعة عشرة من العمر وتلك هي الكارثة ..
ويمكن أن تتعرض الفتاة الصغيرة التي دفع بها إلى الزواج للأمراض والإحباطات النفسية أو تتعرض حياتها للخطر وربما للوفاة عند الحمل أو الولادة وتذهب ضحية لبعض العادات البالية المتوارثة .. تلك العادات التي تعتبر من الموروثات السيئة التي نبذها الإسلام وهو الدين العظيم الذي كرم المرأة وحفظ لها حقوقها بشكل كامل ..
الظلم الفادح فيما يحدث من مآسي أن تنجب الطفلة طفلة أخرى بعد قتل أحلامها وتعريضها لتجربة قاسية أجبرت على خوضها سواء بالإكراه أو بالتحايل .. ومن الظواهر البارزة أن وفيات الفتيات في هذا السن تشكل نسبة عالية كما أن ما يجري من عبث بحياة فلذات الأكباد يعتبر سببا رئيسيا في وفاة الأطفال حديثي الولادة وذلك نتيجة لعدة عوامل .. أهمها صغر سن الفتاة وأميتها جراء حرمانها من التعليم وإجبارها على الزواج في هذا السن إضافة إلى عدم خبرتها الكافية حول أمور الإنجاب والتربية ..
وهكذا تتضح العواقب الوخيمة لزواج الفتيات صغيرات السن اللاتي تنتهك حقوقهن وذلك يمثل مأساة وكارثة إنسانية .. وتنحصر المسئولية نحو ما تتعرض له الفتيات صغيرات السن والأطفال حديثي الولادة من أخطار بين الأسر والجهات المعنية ..
فما موقف تلك الجهات ذات العلاقة سواء السلطة التشريعية المعنية بسن القوانين أو السلطة التنفيذية المعنية بتنفيذها بكل جدية ..¿ وهانحن ننتظر المبادرة بإنقاذ ضحايا تلك العادات السيئة ووضع حد لأطماع كل من يحاول انتهاك حقوق الفتيات القاصرات بتلك الممارسات غير الإنسانية .. ‬
