نريده حوارا لصناعة المستقبل
غالب حسن البحري

مقالة
غالب حسن البحري –

مقالة
لقد جاء خطاب الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية مع الأخوة أعضاء مجلس النواب يوم الأحد الموافق 2/9/2012م مؤكدا لأهمية الوقوف صفا واحدا تجاه التحديات التي تواجه اليمن في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخه وعلى الجميع تجاوز خلافات الماضي والعمل بروح الفريق الواحد الذي يحمل هم بناء اليمن فقط دون غيره مهما كانت الخلافات وأن التاريخ لن يرحم كل من يتهاون أو يتقاعس ويعمل ضد مصلحة اليمن وهذا هو شعور كل إنسان وطني غيور على وحدة اليمن وبناء مستقبلها الجديد.
اليمنيون بمختلف شرائحهم يدركون ويقدرون أهمية المرحلة التي يمر بها شعبنا العظيم والصابر على المكايدة السياسية والصراع السياسي الذي يدور بين النخبة التي تتصدر الحوارات السياسية باسم ملايين الشعب اليمني الصامت والذي ما زال يحتفظ بحقه في حوارات تقرير المصير وبناء الدولة المدنية الحديثة المبنية على أسس التداول السلمي للسلطة والانطلاق نحو المستقبل الواعد لبناء يمن جديد يمن العزة والكرامة والوحدة يمن الأمن والاستقرار يمن النظام والقانون.
اليمنيون رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها وانشغالهم بهموم الحياة اليومية إلا أنهم مازالوا يحملون هم بناء اليمن الموحد وتحقيق الأمن والاستقرار في يمن الإيمان والحكمة وعودة الحياة الطبيعية التي تساعد على جذب الاستثمارات والنهوض باليمن الذي قتلته الصراعات القبلية والحزبية والصراعات المذهبية وضاعفت من حجم البطالة الذي وصل إلى أكثر من (30%) من القوى العاملة وبلغ حجم الفقراء في سكان اليمن نحو (60%) من إجمالي السكان وأصحاب المصالح والنخب السياسية يتسابقون على تقاسم المصالح فيما بينهم ويتراشقون بالاتهامات عن مظاهر الفساد والتخلف وتدهور الاقتصاد وهم جميعا يتحملون مسئولية الفساد والتخلف ولا يمكن المزايدة على بعض فالشعب أصبح واعي ومدرك لكل ما يدور داخل الوطن ولهذا وانطلاقا من مصلحة اليمن فعلى الجميع أن ينظر إلى المستقبل لبناء اليمن الموحد والابتعاد عن سلبيات الماضي وتضييع الوقت فيما لا يفيد ولا يخدم مصلحة بناء اليمن الموحد.
لقد خسر اليمن كل شيء خسر الكثير من أبنائه في صراعات دموية متعددة ومتنوعة وحروب أهلية مدمرة لمصالح الوطن والمواطنين وأصبح المواطنون يشعرون بالخوف على حياتهم ومعيشتهم بسبب هذه الصراعات التي خلفت أبعاء كبيرة تحملها الاقتصاد الوطني على حساب لقمة العيش وعلى حساب برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي توقف العمل فيها وحرم المواطن من الاستفادة منها كما خسر سمعته من بلد جاذب للاستثمارات والسياحة إلى بلد للإرهاب والتقطع وقتل النفس المحرمة بدون سبب.
أيها المتحاورون اليمن أمانة في أعناقكم ولا تجعلوا مصالح الأحزاب فوق مصالح الوطن وضرورة إخراجه من عنق زجاجة الصراعات المدمرة لأمن واستقرار اليمن ولا يمكن أن يتحمل اليمن أكثر مما هو متحمل من الأعباء التي أنهكت موازنة الدولة وأخرجتها من مسارها الصحيح في خلق قاعدة اقتصادية يعتمد عليها الاقتصاد اليمني وأصبحت موازنة الدولة بسبب المماحكة السياسية موازنة رعاية اجتماعية لا يستفيد منها الاقتصاد الوطني وهذا ما أدى إلى تراجع الأداء في القطاعات الاقتصادية والخدمية وما زال البعض يطالب بتعويضات واعتذارات عن حروب أهلية أضرت باليمن والاقتصاد والجميع عانى من هذه الحروب وعلى الجميع أن يفكر كيف يمكن إعادة هيكلة الدولة وبما يحقق ترشيد نفقات الدولة وربط وظيفة الدولة بحاجة العمل فهناك (60%) من الموظفين لا يقومون بأي عمل داخل الجهاز الإداري للدولة ويشكلون بطالة مقنعة تعمل على تشويه خدمات الدولة التي أصبحت دون المستوى المطلوب ولا تتناسب مع ما يتم اعتماده لخدمات الدولة.
أيها المتحاورون اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه مع ثوابته الوطنية المتمثلة في الوحدة والجمهورية والتداول السلمي للسلطة وعروبة اليمن هذه المظلة التي يعمل الجميع تحتها ولا هناك ظالم ومظلوم فسكان اليمن جميعهم تربطهم روابط دينية واجتماعية وثقافية واحدة ولا فرق بين محافظات اليمن ولا يمكن الانخداع بأصوات النشاز التي يطلقها أعداء وحدة اليمن وتماسكه تحت مشروع التقسيم المذهبي والطائفي الذي يروج له نظام العولمة الجديدة لإعادة تقسيم المنطقة لصالح الدولة الصهيونية فالجميع يعرف أن قوة اليمن في وحدته واليمن تحتاج لكل أبنائه من أجل صناعة المستقبل وبناء القاعدة الاقتصادية التي تساعد على خلق فرص العمل وزيادة الإنتاج المحلي ورفع المستوى المعيشي للسكان والذي لن يتحقق إلا بتفاعل الجميع ومشاركتهم الحقيقة في النهوض بالقطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية والسياحية وقبل كل ذلك المس