علي أحمد الخضر الإنسان
أحمد يحيى الديلمي

أحمد يحيى الديلمي –
❊ .. الحديث عن المرحوم الأستاذ علي أحمد الخضر رحمه الله لا بد أن يكون متشعبا ومتداخلا لأن الرجل متعدد المواهب جمع أكثر من مشروع في شخص واحد:
❊ مثقف وطني جسور من طور نادر وفريد.
❊ دبلوماسي ناجح.
❊ فنان ملتزم هاوي للفن إلى حد العشق العذري.
إلى جانب هذه الصفات تميز بعواطف فياضة ومشاعر وأحاسيس صادقة كما جمع بين البساطة ورباطة الجأش ودماثة الأخلاق وصلابة الموقف ورقة المشاعر عاش قريبا من الناس سكنه الوطن وتربع بداخله بكل همومه وتطلعات أبنائه.
ظلت أفكار التجديد والإبداع تسري في دمه لم تتأثر بالتقلبات المريبة ولم تصدأ بمرور الأيام والسنين.
من أول وهلة حدد اختياراته وأمن بها وحدد خطها المستقيم وجعلها مدخلا لخوض الحروب النبيلة التي خاضها ضد التخلف والجهل والمرض والاستبداد والظلم والجبروت عندما وجدته آخر مرة في مكتبة أبو صلاح القريبة من منزله بعد اندلاع ثورة الشباب استغربت من حالة الانكسار والعبوس البادية عليه عدة نكبات وإحباطات أحاطت بحياته لم يتأثر بها ظل مفعما بالأمل والعزيمة والتصميم سألته بذهول¿
- ما هذا يا أستاذ علي أنت مثلنا الأعلى في القوة والتماسك ورباطة الجأش.
أطلق عدة زفرات وسدد إلي نظرات قوية ثم قال: الجميل يتبدد وأوجاع الوطن تتسع بعد خمسين سنة من الثورة لايزال الطريق مليئا بالشوك أحس أني بحاجة ماسة إلى عمر إضافي ربما ظفرت بفتات الحلم الذي طالما عشعش في ذهني وتطلعت إلى اليوم الذي يصبح فيه حقيقة.
لا أخفي أنني أشفقت عليه ودعته وأنا حزين.
أيقنت أننا بحاجة ماسة إلى عملية خفية لاستعادة الروح الإنسانية الحية من قبضة شذاذ الآفاق الذين فرضوا رغباتهم المشبوهة وفرضوا أفكارهم العارية لتحل محل الثقافة الوطنية الصادقة .. حينها أدركت أن المسعى شاق والمشوار طويل تحرير المجتمع من كل الموروثات المحبطة بحاجة إلى جهد نفسي وعقلي وفكري لنتمكن من تنقيح الواقع وإعادة بناء جدار القيم داخل النفوس لخلق الحواجز الإنسانية الكفيلة بإزالة الصفحات المخزية من تاريخ الأمة.
كم نحن بحاجة إلى أمثال المرحوم .. آلمته كثيرا وهزت كيانه أسئلة العصر المثقلة بالهموم النازفة بالأوجاع .. تكمن شجاعة المرحوم علي أحمد الخضر في أنه امتهن الفن وجاهر به في ظروف صعبة وتعامل مع الفن وفق منظور خاص مع أن المهنة كانت مرفوضة إلى حد التحريم المطلق الجميع يصغون إليها لكنهم يتحدثون ويخجلون من الحديث عنها والرجل يجاهر بالانحياز للفن طالما أدهش الكثيرين بتجلياته الفنية وإبداعاته الرائعة مع إصراره على الاحتفاظ بالأفق الرسالي والبعد الإنساني للفن فكان بحق فارس الفن النبيل في وطن استبد بالكثير من أبنائه توحش مريب من أصحاب الحناجر الفارغة والأبواق المأجورة التي تسوق الزور والبهتان بلغ العشق العذري للفن مداه عند المرحوم عندما ترك عمله كممثل لليمن في الأمم المتحدة وعاد إلى اليمن بمجرد سماع صوت الفنان المرحوم علي الآنسي يصدح بأغنية:
يا مطل مثلما
